من فضلَه الله بالعلم فعليه زكاته ، وزكاة العلم نشره بالمجان ، هذا هو
الأصل ، أو أخذ الأجرة من الجهات المعنية بالدعوة في الدولة بطريقة شرعية
وفق الأنظمة المرعية تصحبها نية ربانية ، ولنشر العلم وسائل متعددة فمنها
وعلى رأسها إلقاء الكلمات والدروس العلمية والمحاضرات والمقالات والمطويات
والبحوث والنشرات ، ولا ننسى القنوات الفضائية والانترنت واليوتيوب 000 الخ
0
يجوز لمن لا عمل له إلا الدعوة ونشر العلم بين الناس أخذ الأجرة من الدولة
وفق التنظيمات المعتمدة لذلك 0
وما نحن بصدده هنا أن الدعاة والمدربين والمحاضرين وغيرهم ممن يعمل في مجال
نشر العلم بشتى أنواعه ينقسمون إلى ثلاثة أنواع أو فئات هي :
الفئة الأولى : ناشر للعلم والدعوة بالمجان وبنية صادقة ، وهذا العمل إن
حسنت النية فيه فلا مثيل له وهنيئاً لمن جعله منهجاً له لأن التأثير سوف
يكون أكبر والأجر من الله أعظم
الفئة الثانية : ناشر للعلم مقابل عائد مالي من الجهات الرسمية مع وجود نية
نشر العلم ، وهذه الفئة مثل سابقتها إن حسنت النية ، لأن الفقهاء قد نصوا
على جواز أخذ الأجرة من بيت المال ( الدولة ) ، فعلى منتهج هذا السبيل وهم
الغالبية تحسين النية لكي يُأْجَروا في الدنيا والآخرة 0
الفئة الثالثة : ناشر للعلم مقابل عائد مالي من الجهة المستضيفة ويغلب على
هذا العمل العائد المالي فقط 0
هذه الفئة بدأت تطفوا وتظهر على الساحة ويجهز لها المراكز ، وهو عمل تدريبي
مقابل مخصص مالي وضيافة وتنقلات ، ويسبقها مفاوضات مالية وزمنية ، ويعد لها
المراكز وتمنح الشهادات ، وأسعار التدريب أحياناً تكون خيالية ، هذا المسلك
وإن كان لا يخلوا من الفائدة العلمية للمتلقي إلا أن نيته المادية أثرت فيه
فأصبح قليل الفائدة خصوصاً في الجانب الدعوي الشرعي 0
وممّا يؤسف له في هذا الجانب افتتان بعض الدعاة بهذا المسلك التدريبي
وانخراطهم فيه والله المستعان 0
كتبه
محمد فنخور العبدلي