عالم متغير ، بل سريع التغير ، تقنيات متتابعة ، ومتسابقة ، تنافس شرس ، كل
فترة تظهر برامج لم تكن في خاطر ولا بال ، بل وصلنا لمرحلة ما علينا سوى أن
نحلم بفكرة أو برنامج ، وسوف نجدها في الصباح قد انتشرت وتداولتها الأجهزة
، وتخطفتها الأيدي ، ونحن وللأسف مستهلكون ولسنا منتجون ، مستخدمون بلا
ضوابط ، وهذه التطورات في الغالب هي من النعم التي يجب علينا شكرها وحسن
استخدامها ، وهنا المحك { الشكر مع حسن الاستخدام } ، وأن تكون هذه الأجهزة
ببرامجها المتنوعة ، وسيلة خير ونفع ، لا وسيلة شر وضر 0
إنها ( تويتر وفيسبوك وتلجرام وسناب واستقرام وواتساب وووو ) ، شاركتنا
نومنا ، وطعامنا ، ودوامنا ، وقيادتنا لمركباتنا ، وتفكيرنا ، وسفرنا ،
وجلساتنا ، بل أصبحت الصديق الملازم ، والأخ الملاصق ، بل قد نراها ،
ونتعامل معها ، أكثر من تعاملنا مع أولادنا وزوجاتنا ، ورؤيتنا لهم 0
ومن أهم تلك البرامج الواتساب { رسائل وحالات } ، فهو البرنامج الأوسع
انتشاراً ، فلا يخلو منه جوال ، فهو الناقل للخير لمن أحسن الاستخدام ،
والناقل لضده لمن أساء الاستخدام ، ففيه من الأخبار المغلوطة ، والإشاعات ،
والكذب ، وغير ذلك الكثير ، لمن سلمه زمام عقله وتفكيره ، وانقاد له بلا
تمحيص ولا تفكير ، ولعلي أقف معه وقفات مهمة :
أولاً : لا ترسل كل ما يأتيك ، بل تأكد من الخبر أولاً ، ثم إن كان
صحيحاً وفيه فائدة فأنشره ، وإن كان غير ذلك ، فلا تكن عوناً للشيطان من
حيث تعلم أو لا تعلم ، فقد يكون الخبر ، أو الرسالة التي أتتك خاطئة ، أو
إشاعة ، أو كذبة يراد منها خلخلة اللحمة الاجتماعية ، ونشر البلبلة والرعب
في المجتمع ، أو تشويه سمعة شخص ما ، أو جهة معينة ، وقد يكون خبر ظاهره
الخير ، ولكن باطنه الشر ، فلا تكن عوناً له وأنت لا تعلم 0
ثانيا : لكي تكون رسائلك وحالاتك بالواتساب نافعه ، ومفيدة ، وغير
مملة فعليك بالتالي :
١-لا تكثر من الرسائل والحالات اليومية 0
٢- اختر الموضوعات المناسبة والمفيدة 0
٣- لا ترسل رسائل وحالات طويلة ومملة 0
٤- لا تكرر رسائلك وحالاتك 0
٥- تجنب الرسائل والحالات المحرمة 0
٦- تجنب المواضيع السياسة 0
٧- تجنب الموضوعات التي قد تسبب بلبلة أو إشكالاً ونحو ذلك 0
8- لتكن رسائلك وحالاتك عامة يستفيد منها جميع المتابعين 0
9- خصوصياتك لك لا لغيرك ، فليست رسائل أو حالات مهمة للآخرين 0
وأخيراً : اعلم أنك على كل ذلك محاسب ، قال تعالى { وَيَقُولُونَ
يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا
كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا
يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا } ، وقال تعالى { وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى
بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً } ، فسوف تجد كل ما كتبت أو أرسلت
، أو حولت عبر الواتس ، إن خيراً فاحمد الله ، وإن كان غير ذلك فلا تلومن
إلا نفسك ، فالمؤمن كَيِسٌ فَطِنٌ ، لا كِيسَ قُطُنْ ، فلتكن على حذر 0
كتبه
محمد فنخور العبدلي