الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
الأمنُ من أهمِّ مطالبِ الحياة ، بها تتحقَّقُ الحياةُ السعيدةُ ، وبه
يحصُل الاطمئنانُ والاستِقرار ، به تتحقَّقُ السلامةُ من الفتن والشُّرور ،
لذا فهو نعمةٌ كُبرى ومنَّةٌ عظيمةٌ لا يعرِفُ كبيرَ مقدارِها وعظيمَ
أهميتها إلا من اكتوَى بنار فقدِ الأمن ، فوقعَ في الخوف والقلق والذُّعر
والاضطراب ليلاً ونهارًا ، سفرًا وحضرًا ، فنعمة الأمن نعمةٌ عظيمةٌ امتنَّ
الله بها على أقوام ، فقال تعالى ( سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا
آمِنِينَ ) ، ورسولُن صلى الله عليه وسلم يقول ( من أصبحَ آمنًا في سِربه ، مُعافًى في جسده
، عنده قُوتُ يومه ، فكأنما حِيزَت له الدنيا ) ، فإذا اختلَّ نظامُ الأمن
وتزَعزَعت أركانُه وقعَ المُجتمع في الفتن العريضة والشرور المُستطيرة ،
وكثُرت حينئذٍ الجرائمُ الشنعاء ، والأعمال النَّكراء ، لذا حرَّم الإسلامُ
كلَّ فعلٍ يعبَثُ بالأمن والاطمئنان والاستِقرار ، وحذَّر من أيِّ عملٍ
يبُثُّ الخوفَ والرعبَ والاضطراب0
أساب توفر الأمن
إن من أسباب توفُّر الأمن السمع والطاعة لوليِّ الأمر في المعروف ، فذلكم
أصلٌ من أصول الدين ، وبهذا الأصل تنتظِمُ مصالحُ الدارَين ، ( يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ
وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) 0
الدعوة السلفية
من فضل الله علينا ، أن الدعوةُ السلفيةُ التي رسمَها النبي صلى الله عليه وسلم دعوةٌ
تنتهِجُ القرآنَ الكريمَ والسنةَ النبويةَ منهجًا ودستورًا ، نهج انتهجته
بلادنا حتى صارَت هذه الدولةُ بسبب هذا الأمر تتصدَّرُ المكانةَ العُليا
والمنزلةَ الأسمَى ، بالإضافة إلى رعايتها وخدمتها للحرمين الشريفين 0
بلدنا مستهدف
إن بلدنا السعودية ، تواجه حملة افتراءات وشائعات ، هجوم إعلامي منظم ومرتب
له ، يعج بالكذب ، ويتسم بالافتراء ، وهجوم دولي من بعض الحاقدين ، هدفها
القضاء على هذه الدولة ، ونشر الفتن ، وزعزعة الأمن ، يحسدوننا على نعمة
الأمن والعدل والأمان ومكة والمدينة ، فعلينا كمواطنين ان نتلاحم لمواجهة
هذه الافتراءات وردها وعدم الالتفات إليها ، فوالذي نفسي بيده إن فقدنا
الأمن فسوف نفقد العدل والأمان والعرض والمال كما هو حال بعض الدول التي
اختل أمنها ففقدت الأمن والعدل بسبب الجحيم ( الربيع ) العربي 0
موقفنا صلب وثابت
إن ترديد الاتهامات والادعاءات والحملات الإعلامية المغرضة لن تثني
السعودية عن التمسك بمبادئها وثوابتها ودينها وحماية ورعاية حرميها ، لأنها
تعتمد في ذلك على الله وحده ثم على حكمة قادتها وتلاحم أبنائها ، فهي
الكفيلة بمواجهة المزاعم الباطلة والمحاولات الفاشلة ، كما أن هذه الحملات
الفاشلة ضد المملكة تستفزّ مشاعر المسلمين حول العالم ، علاوة على المواطن
السعودي 0
هيئة كبار العلماء ترد
ورد عن هيئة كبار العلماء : إن أمن السعودية ولحمة شعبها في ظل قيادتنا خط
أحمر لا يقبل المساس به ، ومن تجاوزهما فقد ارتكب جريمة خطيرة ، والمواطن
الصالح لا يؤوي المفسدين ، ولا يدافع عنهم ، أو يتستر عليهم ، فضلا عن أن
يتبنى أفكارهم ، وقالت أيضاً : ثَمَّ معرفات وهمية ، وحزبية مقيتة ؛ تحاول
أن تستغل قضايا المجتمع للتأليب والإثارة ، يجب الحذر منها ، والوعي
بأهدافها ، وفضحها ومكافحتها 0
رابطة العالم الإسلامي
أعرب المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي في دورته الثالثة والأربعين
بمكة المكرمة عن تضامنه الكامل مع المملكة العربية السعودية قيادةً وشعباً
، مُدِيناً المحاولات اليائسة التي تستهدف المملكة من قِبَل لفيف المتربصين
، مؤكداً أن استقرار المملكة وأمنها بالنسبة للعالم الإسلامي خط أحمر ،
وأكد المجلس أن هذا الاستهداف لن ينال من المملكة العربية السعودية
بريادتها المستحقة للعالم الإسلامي ، منبهاً على رمزيتها الروحية حيث شرف
خدمة الحرمين الشريفين ، وهو ما عمق من رسوخ جلالها في وجدان المسلمين
علاوة على سجلها المشرّف في دعم جهود الأمن والسلام الدوليين ومحاربة
التطرّف والإرهاب والإسهام الفاعل والمؤثر في حماية العالم من شروره ، فيما
تحاول حاضنات التطرف والشر بما تنفقه على وسائط الاستئجار الإعلامي الترويج
لجرائمها المفبركة لتمريرها ، فيما سقطت مصداقيتها وانساقت في تصريحات
إدانة في شأن لايزال قيد الاستطلاع والاستنتاج ما يعكس أهداف تلك الحملة ،
إن الرصيد الكبير الذي تحتله المملكة في قلوب المسلمين لن ينضب فهو نابع من
ثابت إيماني ، ويقين صادق بكفاءة رعايتها لمقدساتهم بعمل إسلامي رائد في
بُعده الوسطي ومهارته القيادية الحاضنة ، وبين أن ما تتعرض له المملكة يُعد
استفزازاً لمشاعر مئات الملايين من المسلمين ، وهو لا يستهدف استقرارها
فحسب ، بل يطال الاستقرار الدولي سياسياً وأمنياً واقتصادياً 0
قنوات الشر والإفساد
القنوات الإعلامية التلفزيونية ، ومواقع التواصل الاجتماعي ذات موضوعات
مختلفة تؤلب على الشأن العام ، وتؤجج المشاعر تجاه قضايا لا تزال محل النظر
، أو تجاه مصلحة اقتضتها حاجة الناس ومتطلباتهم لتعطيلها والحيلولة دون
الانتفاع بها ، والتحريض بشكل مباشر وغير مباشر لارتكاب أفعال مجرمة شرعاً
ونظاماً ، بهدف زعزعة الأمن ، ونشر الفتن ، وسلب الناس أمنهم وأمانهم0
فلننتبه منها ونحاربها ولا نلتفت إليها فشرها مستطير ، وخبثها كبير 0
اللهم وفق ولي أمرنا خادم الحرمين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد لما
تحب وترضى ، واحم بلدنا السعودية من كل حاقد 0