التعليم أمانة ورسالة ، مهنة الأنبياء والرسل ، وأنعم بها من مهنة ، فمعلم
الناس الخير ممدوح ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله وملائكته
وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم
الناس الخير ) صححه الألباني ، وقال الفضيل بن عياض ( عالم عامل معلم يدعى
كبيراً في ملكوت السموات) ، والمعلمون ثلاثة أطراف :
الطرف الأول : المعلم المهمل ، لا يهتم بالإعداد ، أو التجديد ،
مهمل في واجبة ، لا يستشعر المسؤولية الملقاة على عاتقة ، لا يدرك ثقل
الامانة ، يدخل للصف لقضاء وقت يرى أنه قد فرض علية فرضاً ، يقضي حصته على
جواله ، يرى أن التعليم وظيفة فقط ، لا يكترث بمصلحة الطلاب ، لا يشرح ، لا
يعلم ، لا يؤدب ، يمنح الطلاب الدرجات كاملة مقابل سكوتهم وعدم إزعاجهم له
( يُخَرّج جيلا لا يقرأ ولا يكتب ) 0
الطرف الثاني : المعلم المتشدد ، داخل الفصل نار الله الموقدة ،
الصوت ممنوع ، والحركة محرمة ، لا يبتسم ، لا يمزح ، مكفهر ، لا يقبل
النقاش ، شرحه أعلى من مستوى الطلاب ، أسئلته محرقة ، يطالبهم بالإضافات من
خارج الكتاب ، أغلب الطلاب يرسبون ، ولحصته كارهون 0
الطرف الثالث : المعلم الوسط ، يؤدي الواجب المطلوب ، فالحصة يدخلها
من أولها ، يمازح طلابه دون الخروج عن النص ، يبتسم لكن دون أن يحدث في
الفصل هرج ومرج ، يشرح ، يسهل المعلومة ، يبسط المنهج ، يعيد الشرح عند
الحاجة أو الطلب ، ينصح ، يوجه ، يؤدب ، يشارك الطلاب أفراحهم وأتراحهم ،
يسمع منهم ( يبدو أنني أتكلم عن عملة نادرة ) 0