جماعة المساجد نادر ما يتفقون على إمامهم ، لأن بعض الأئمة هدانا الله
وإياهم إما أن يطيل في القراءة ، وإما أن يتأخر في الإقامة ، وإما أن يلقي
دروساً في غير وقتها المناسب ، أو أن موضوعاتها لا تتناسب مع جماعة المسجد
، ومن الأئمة من هو محافظ على مسجده ، مؤدٍ لعمله ، حضوره منتظم ، توجهاته
سليمة ، صوته جميل ، قراءته أجمل ، لا يطيل فيمل ، ولا يقصر فيخل ، ينصح
هذا ، ويواسي ذلك ، يشارك جماعة مسجده أفراحهم وأتراحهم 0
وجماعة المسجد في التعامل أو النظر لإمام مسجدهم على أطراف ثلاثة :
الطرف الأول : مؤيد لهذا الإمام لا يرى منه
إلا الوجه المشرق ، وكأنه عن الخطأ منزه ، والويل الويل لمن ينتقده أو
ينبهه ، فقد يطرد من المسجد 0
الطرف الثاني : معترض على هذا الامام ، ولا
يرى منه إلا الوجه المظلم ، وكأنه منزوع الدسم ( الحسنات ) ، والويل لمن
يمتدحه ، أو يثني عليه ، فقد يمنع من الصلاة في المسجد 0
الطرف الثالث : الوسط وخير الأمور الوسط ،
عقلاء يتكلمون بعقل ، إن انتقدوا أصابوا ، وإن امتدحوا لم يبالغوا ، ينصحون
ويناصحون ، لأن هدفهم هو استقرار المسجد والصلاة فيه بطمأنينة وسكينة ،
ويوجهون من لم يتقبل الإمام بالصلاة في أي مسجد آخر ، دفعاً للمشاكل ،
وصيانة لأماكن العبادة عن اللغط ، ويطلبون من الإمام بأدب واحترام إن تم
رفضه من الغالبية بالانتقال لمسجد آخر ، بلا سب أو شتم أو تنقيص أو تهويل 0