|
بسم الله الرحمن الرحيم
اكثر الناس تعرضا للقلق والهم والضيق هو {{ المسؤول }} ؛ فمن يتحمل مسؤولية
حكومية فإن همومه ومشاكله تزداد بقدر المسؤولية التي تحملها ؛ كما أن الناس
تتخذ منه مواقف سلبية في الغالب تبعا لمصالحهم ؛ أو أن هذا المسؤول هو
المتسبب في الإساءة لنفسة بسبب سوء إدارته ، أو بسبب خيانته لعمله ، أو
ابتلائه بطاقم من الموظفين السلبيين .
{{ فهو إما مهموم ، أو متهم ، أو محاسب }}
وإن سلم هذا المسؤول من الدنيا وهمومها ، فأمامه حساب وعقاب
قل من يفلت منه إلا من رحم الله ، فلابد وأن يقع منه الخطأ ، إما قصداً ،
أو سهواً ، أو جهلاً ، فقد يستخدم أملاك الدولة أو بعضها ، بقصد أو بدون
قصد ، وإن كان القصد والتعمد عند البعض هو الأظهر والأغلب ، ولا أدل على
ذلك من سيارات الدولة وكيف هي مشاعة للمسؤول وحاشيته وأولاده وأقربائه إلا
من رحم الله ، يقول الشيخ محمد المنجد ( أما المؤسسات الحكومية ، فلا يجوز
استعمال أدواتها في الأغراض الشخصية ولو أذن رئيس العمل ؛ لأنه لا يملك ذلك
لنفسه فكيف يملكه لغيره ) ، ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( استخدام
سيارات الدولة وغيرها من الأدوات التابعة للدولة كآلة التصوير وآلة الطباعة
وغيرها لا يجوز للأغراض الشخصية الخاصة ، وذلك لأن هذه للمصالح العامة ،
فإذا استعملها الإنسان في حاجته الخاصة فإنه جناية على عموم الناس ، فالشيء
العام للمسلمين لا يجوز لأحد أن يختص به 0000ولو رضي الرئيس بهذا لأن
الرئيس لا يملك هذا الشيء فكيف يملك الإذن لغيره فيها )0 .
أخي المسؤول : ما هي إلا أيام وتغادر مقر عملك إما بالإعفاءٍ ، وإما
بالتقاعد ، وإما على الأكتاف إلى قبرك محمولا ، وفي الجميع أنت محاسب على
ما قدمت في مجال عملك وما أخرت ، فقدم ما يسرك ، وأخر ما يضرك عند ملاقاة
ربك ، ولا تنسى نصيبك في الدنيا من مساعدة الناس وفق أنظمة جهتك التي أنت
مسؤول فيها ، والمحافظة على أملاك دولة اؤتمنت عليها ، وإنجاز عمل أنت ملزم
به نظاما .
كتبه
محمد فنخور العبدلي