البعض وليس الكل ، القلة وليس الكثرة ، عندما تنظر إلى حالته ، أو صورة
عرضه في الواتس ، أو الفيس بوك ، أو التويتر ، أو الانستقرام ، أو غيرها من
مواقع التواصل الاجتماعي ، أو تقرأ كتاباته ، أو إسقاطاته ، أو تعليقاته ،
أو منثوراته ، تعتقد للوهلة الأولى أنك تعيش في مجتمع الصحابة ، أو القرون
الثلاثة المفضلة ، وعندما تخالطه ، أو تناقشه ، أو تحاوره ، أو تراسله ،
تجزم أنك تحاور شخص من مخلفات العصر الجاهلي الأول ، وتتمنى لو أنك لم تلتق
به ، أو تتعرف عليه ، أو أنك سمعت منه ، أو عنه .
للأسف هذا واقع البعض وليس الكل ، وهم قلة ولله الحمد ، لكن لهم وجود ، هذا
النوع يعيش في عالم ، وما يظهر منه عالم آخر ، ومَن هذا حاله ، إما أنه ذو
وجهين يحاول خداع الناس ، والحقيقة أنه لا يخدع إلا نفسه ، أو مغرور بنفسه
ولا يرى أحداً أفهم منه ، فيعيش واقعين أحدهما حقيقي ، والآخر وهمي ،
والغرور نهايته مذلة ، أو أنه جاهل يحتاج إلى من ينتشله من جهله ، ويبين له
غروره وخطئه .