الحمد لله على نعمة الاسلام ، أدبنا ديننا فأحسن تأديبنا ، وربانا إسلامنا
فأحسن تربيتنا ، ربانا على نهج الوسطية والخضوع للحق مهما كان مراً أو
قاسياً ، ومن مزايا تربيته له نحن أبناء المملكة العربية السعودية أننا
نفقد ملكاً ويخلفه ملكٌ وكأن شيئا لم يحدث ، رضا بقضاء الله وقدره ، نترحم
على فقيد مملكتنا وندعو له بالمغفرة والرحمة والقبول ، ويخلفه أخاه سلمان
ملكا وخادما للحرمين فنبارك وندعو له ، انتقال سلس للحكم ، لا طائرات
عسكرية تحلق في سمائنا ، ولا تجمعات عسكرية تعرقل سيرنا ، ولا استنفار
أمنيٌ يخيفنا ، بل الوضع طبيعي فلله الحمد والمنة 0
هذا من جهة ، ومن جهة أخرى أمرٌ يدل على التربية الدينية السليمة لهذا
الوطن حاكماً ومحكوماً والتي أذهلت العالم بأسره الشرقي والغربي هي بساطة
مراسم جنازة الملك عبد الله رحمه الله رحمه واسعة ، فلا عروض عسكرية ، ولا
مهرجانات ، ولا تأبينات ، ولا فِرَق موسيقية ، بل جنازة بسيطة لا تختلف عن
جنازة أي مواطن من أفراد شعب المملكة العربية السعودية ، أما مراسم الصلاة
والدفن فعلى الطريقة الشرعية المحمدية الإسلامية ، يغطى القبر بالرمل
والحصى ، ويوضع له نصبين إحداهما عند رأس الميت والأخرى عند رجليه والهدف
منهما تحديد معالم القبر وحمايته فقط ، قبر لا يرتفع عن مستوى الأرض إلا
شبراً أو قريب منه لمعرفة حدوده ، لا رخام ، ولا بلاط ، لا ديباج ، ولا
ستائر ، إنه قبر ، وليس غرفةٌ مزينةٌ بالرخام ، أو السواتر النحاسية ،
والأقمشة الخضراء فلله الحمد والمنه على أن جعلنا على منهج الحبيب محمد صلى
الله عليه وسلم 0
اللهم إن عبدك عبد الله بن عبد العزيز ترك الحكم والجاه والمال والسلطان
والزوجات والأبناء وافداً عليك ، اللهم فتقبله وارحمه واغفر لنا وله يارب
العالمين