خلق الله الإنسان وزرع فيه حب العمل ، وطلب الرزق منه عز وجل ، هذه جبلة
بشرية إلا من شذ ، وهذا لا حكم له ، وقد حث الإسلام على حب العمل والاهتمام
به ، وإتقانه ، وهذا مطلب إيماني ، فقد ورد في الحديث قوله صلى الله عليه
وسلم ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ) ، وهناك حديث آخر يحث
على التبكير حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم ( بارك الله لأمتي في بكورها
) ، ولكن نظم الحياة قد تغيرت في طريقة العمل ، فأصبح لها حضور ، وانصراف ،
وتوزيع مهام وتقسيم عمل وإنتاجية 000 الخ ، كما قسمت الأعمال إلى طبيب
ومهندس ومعلم 00000000000الخ 0
فكان لزاما على كل عامل أن يتقن عمله بدء بالحضور وإنجاز ما بين يديه من
عمل إلى وقت الانصراف من العمل ، ولكن يلاحظ على قلة العاملين أنهم
يتهاونون بما كلفوا به من عمل إما بالتأخر في الحضور أو الغياب غير المبرر
أو عدم إنجاز العمل ونحو ذلك ، ظاهرة بدأت تظهر بقوة وتغزو المعاهد العلمية
( وكذلك المدارس ) ألا وهي ظاهرة غياب المدرسين وكثرة استئذانهم وتأخرهم في
المناهج وإهمالها مما يؤثر سلبا على العملية التربوية بأسرها ، وعلى الطلاب
بشكل خاص ، وليعلم هؤلاء التربويين أنهم مسئولون يوم القيامة عن استهتارهم
هذا ، وليعلموا أنهم مرتبطين بعمل ، فليتقوا الله في أنفسهم وفي طلابهم وفي
زملائهم المعلمين الذين يتناوبون حصص الانتظار قال تعالى ( وَقِفُوهُمْ
إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) (24) سورة الصافات 0
كتبه
محمد بن فنخور العبدلي
المعهد العلمي في القريات