|
بسم الله الرحمن الرحيم
مأجور ذلك المأذون الذي لا يملك وقته ، حيث يعطي من وقته وجهده دون أي
مردود مادي ، ومع ذلك فالناس لا تراعي ظروفه ، لأن البعض يأتي المأذون في
مقر عمله مطالبا إياه بالخروج معه لأجل أن يعقد له ، مما يسبب له إحراج مع
زملائه ورؤسائه , ومع الناس من يأتيه وهو غارق في أحلامه ( نائم ) فينغص
عليه نومته ، فأجتمع له عناء العمل ، وإزعاج الناس ، ومن الناس من يأتيه في
مجلسه وهو بين زملائه وأحبابه ، ومن الناس من يأتيه وهو مقر نزهته ، ومن
الناس 00000 الخ 0
كل ذلك يحصل دون النظر أو التقدير لظروف هذا المأذون ، علاوة على ذلك فهو
متبرع يطلب الأجر من الله لا من الناس ، وفي المقابل نجد بعض مأذوني
الأنكحة لا يرحم الناس ، فيأخذ منهم المبالغ الطائلة دون مراعاة لظروفهم أو
أحوالهم المادية 0
هذا هو واقع أغلب مأذوني الأنكحة ، إن لم يكن جلهم ، وهذا أمر غير منضبط ،
فلا بد من الموازنة بأن تراعى حقوقهم المالية أو الزمانية أو النفسية ،
وكذلك مساعدة الناس في هذه الأمور الطيبة ، ولأجل ضبط مثل هذه الأمور أرى
أن تقيد بالضوابط التالية :
أولا : أن تصبح وظيفة رسمية ذات مراتب تابعة لوزارة الخدمة المدنية ولها
ترقيات وضوابط ، أي يعامل معاملة موظفي المراتب 0
ثانيا : مادام الأمر كما هو الآن فأرى ما يلي :
1- تكليف كل مأذون بتجهيز مكان مناسب ، فيه كافة الخدمات المساعدة لهذا
العمل 0
2- تكليف كل مأذون باختيار الموقع المناسب الذي يخدم أغلب الناس 0
3- تخصيص مبلغ مالي لكل عقد لا يتجاوز 200 ريال كحد أقصى ويكون التحديد من
لدن وزارة العدل أو من ينوب عنها 0
4- تحديد أوقات الدوام وساعاته ولتكن من بعد العصر ويستحسن جعل أكثر من
مأذون في موقع واحد لأجل التناوب في شغل العمل 0
5- إلزام كل مخطوبة ( زوجة ) باستخراج جواز سفر، أو هوية مدنية ، أو
الاستفادة من التقنية الحديثة باستخراج هوية مدنية للزوجة بنظام البصمة (
فنكون قد خرجنا من مشكلة صورة المرأة وما يدار حولها من جدل كبير)، وذلك
لأجل التأكيد من هوية المخطوبة وأنها هـــي المعنية بالأمر ، ويكون التطبيق
من قبل امرأة تعمل في نفس الحقل مع ذكر شروط و متطلبات المخطوبة وتدوينها
على ورقة رسمية داخلية تختم عليها المطبقة مع التوقيع ثم تدون فــي العقد
وتحفظ تلك الورقة في سجل الضبط للرجوع إليها عند الحاجة0
وأخــــــيــرا لــي وقفتـــين :
الوقفة الأو لى كلمة شكر لأولئك المأذونين الذين تكبدوا المشاق وتحموا
الناس لأجل أن يعقدوا لــهم ولا يريدون منهم إلا كلمة ( جــزاك الله خيــرا
) 0
الوقفة الثانية لأولئك الذين تكبروا على عباد الله أو أخذوا منهم الأموال
الطائلة لأجل أن يعقدوا لهم أقول لهم قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( من
لا يرحم لا يرحم ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه
ما يحب لنفسه ) ، والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد 0
محمد فنخور العبدلي
المعهد العلمي بالقريات