سبحان الله خلق فأبدع ، سبحانه خلق فنوع ، سبحانه فاضل في الأزمان فيوم
الجمعة أفضل من غيره من الأيام ، وفاضل بين الأماكن فجعل المسجد الحرام
أفضل من غيره ، وفاضل بين البشر شكلا ومضمونا فكان النبي صلى الله عليه
وسلم خير البشر وأفضلهم ، والصحابة أفضل من التابعين وهكذا ، قال أحد
الحكماء :
أربعة حسنة ولكن أربعة أحسن منها وهي :
1- فالحياء من الرجال حسن ولكنه من النساء أحسن 0
الحياء يدل على الاستحياء الذي هو ضد الوقاحة ، وهو تغير وانكسار يعتري
الإنسان من خوف ما يعاب به ، أو خلق يبعث على ترك القبيح ويمنع من التقصير
في حق الغير ، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ( إنا نستحيي والحمد لله
، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ليس ذاك ، ولكن الاستحياء من الله حق
الحياء: أن تحفظ الرأس وما وعى ، والبطن وما حوى ، ولتذكر الموت والبلى ،
ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا ، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق
الحياء ) ، الحياء خلق فاضل أتصف به الأنبياء والصديقين والصالحين قال
تعالى في حق النبي صلى الله عليه وسلم ( وإنك لعلى خلق عظيم ) 0
قال الشاعر:
إذا لم تخش عاقبــة الليالي ،،،، ولم تستح فاصنع ما تشاء
فلا والله ما في العيش خير ،،،، ولا الدنيا إذا ذهب الحيـاء
وفي الصحيحين : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( الإيمان بضعٌ وسبعون
شعبة ، فأفضلها قول : لا إله إلا الله، وأدناها : إماطة الأذى عن الطريق،
والحياء شعبة من الإيمان ) ، وفي الحديث ( الحياء والإيمان قرنا جميعًا ،
فإذا رفع أحدهما رفع الآخر ) ، وإذا رأيت في الناس جرأةً وبذاءةً وفحشًا ،
فاعلم أن من أعظم أسبابه فقدان الحياء ، قال صلى الله عليه وسلم ( إن مما
أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت ) 0
2- والعدل من كل إنسان حسن ولكنه من القضاة والأمراء أحسن 0
العدل هو الإنصاف، وإعطاء المرء ما له، وأخذ ما عليه. وقد جاءت آيات كثيرة
في القرآن الكريم تأمر بالعدل، وتحث عليه، وتدعو إلى التمسك به، يقول
تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ) ويقول تعالى (
وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) والعدل اسم من أسماء الله الحسنى
وصفة من صفاته سبحانه ، وهو أنواع الـعـدل منها: العدل بين المتخاصمين ،
ومنها العدل في الميزان والمكيال ، ومنها العدل بين الزوجات ، ومنها العدل
بين الأبناء ، ومنها العدل مع كل الناس لأن المسلم مطالب بأن يعدل مع جميع
الناس سواء أكانوا مسلمين أو غير مسلمين، فالله يأمر بعدم إنقاص الناس
حقوقهم، قال تعالى ( ولا تبخسوا الناس أشيائهم ) 0
العدل له منزلة عظيمة عند الله ، وهو أمان للإنسان في الدنيا ، وهو أساس
الملك، والعدل يوفر الأمان للضعيف والفقير، ويُشْعره بالعزة والفخر ،
والعدل سبب لانتشار الحب بين الناس ، وبين الحاكم والمحكوم ، كما أن العدل
يمنع الظالم عن ظلمه، والطماع عن جشعه، ويحمي الحقوق والأملاك والأعراض 0
3- التوبة من الشيخ حسنة ولكنها من الشاب أحسن
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم مائة
مرة ، وقد دعا الله عباده إلى التوبة فقال ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ
جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ، وما من نبي
من الأنبياء إلا دعا قومه إلى التوبة ، والتوبة بمعنى الرجوع ، وتاب إلى
الله أي عاد إلى الله ورجع ، وللتوبة شروط هي :
أولاً: الإقلاع عن الذنب 0
ثانيًا: الندم على الذنب 0
ثالثًا: العزم على عدم العودة إلى الذنب 0
رابعًا: التحلل من حقوق الناس 0
وهناك سؤال يطرح نفسه إلى متى يقبل الله تعالى توبة عبده إذا تاب ؟ والجواب
إن تكون التوبة قبل الغرغرة لحديث ( إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر )
، ولابد أن تكون التوبة أيضًا قبل طلوع الشمس من مغربها 0
4- الجود وإكرام الضيف من الأغنياء حسن ولكنه من الفقير أحسن
إكرام الضيف خلق من الأخلاق الحميدة التي تَوَارَثَها العرب واشْتَهَروا
بها ، وضُرب المثل بكثير منهم في هذا المجال في الجاهلية وفي الإسلام
أيضًا، وعلى رأسهم سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي كان يُعطي عطاءَ
مَن لا يَخشى الفقر ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( مَن كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ ) 0