هو جهاز التحكم عن بعد ، لا يخلو منه منزل ، مفيد ، نافع ، مريح ، ولكنني
لا أقصد ذلك الريموت الخفيف المحمل ، اللطيف المظهر الخاص بالأجهزة ، إنني
أقصد ريموتا من نوع آخر 0
لقد خلقنا الله فوهبنا العقل المفكر ، وأمرنا بالتفكر ، وحثنا على طلب
العلم ، وأمرنا بالتعلم ، قال تعالى ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ) ،
فالله يأمرنا بالتفكر وهذا إعمال للعقل والفكر 0
الناس في استخدامهم لعقولهم وأفكارهم أنواع ، فنوع يفكر ويميز ويقارن
ويشاور ووو ثم يقرر ، إذن هو مستفيد من عقله ، مستخدم له 0
ونوع آخر عقله معطل ، يقبل بكل رأي ، ويصدق كل شيء ، لا يفكر ، ولا يمايز ،
ولا يتخذ بنفسه قرارا 0
أخونا هذا سلّم عقله ، وفكره ، وتفكيره لغيره ، فهو مثل الطبق الفضائي (
صحن الدش ) يستقبل كل غث وسمين ، لأن عقله أصلا سمين ، ومليء بالغث ، ولا
يستخدم نظام الفلترة ، أو الحجب والممنوع ، أو الحذف والترتيب ، لا رأي له
، يقاد ولا يقود ، يأخذ بآراء الآخرين مهما كانت ، استقبال مفتوح بلا فلترة
، فهذا ألعوبة بيد الآخرين ، في كل لحظة له رأي ، يتغير رأيه بتغير مجالسيه
، إن شرقوا شرق ، وإن غربوا غرب ، يتحكمون به مثلما نتحكم بالريموت كنترول
، إنه والله مسكين ، يحتاج إلى شاحن بطارية لشحن عقلة بالمفيد لعل الله
ينفعه بذلك 0