الدريول كلمة إنجليزية انتشرت بيننا بادئ الأمر من خلال الاستعمار
البريطاني ، والدريول كما هو معروف للكثير منّا وخصوصا من وقعوا تحت وطأة
الاستعمار البريطاني أو مازالوا مستعمرين فكريا وذهنيا ومسلكيا ، هو السائق
المأجور أي السائق بالأجرة مثل سائقي الباصات الذين ينقلون الطالبات إلى
المدارس والكليات مقابل أجر يومي أو شهري ، وكذلك سائقي سيارات الأجرة
الليموزين ، إذن هو شخص مستأجر من قبل الآخرين مقابل ما يقدمه لهم من خدمات
لها عائد مادي يعود بالنفع عليه 0
من خلال هذا المسمّى أنوي الربط بينه وبين من يُؤَجِرُ ( فهمه ، عقله ،
رأيه لغيره ، بل وصل بالبعض منهم أن أجر شخصيته ) وأخشى أن يتوسع في
التأجير فهناك ندخل في مصيبة لا أول ولا آخر لها ، المهم هو ذلك الشخص الذي
لا يفكر البتة ، وإن فكر فيا ليته لم يفكر لأنه يأتي بالطوام التي لم يسبقه
لها إنس و لا جان ، فالحقيقة أن البعض لا يقدم ولا يؤخر ، فليس له رأي ، بل
هو إِمعَةٌ ، لكنه خالف الإمعة المعروف لدينا ، لأن أخينا هذا مبدأه ، إن
أحسن الناس لم يُحْسِنْ وإن أساءوا للأسف فهو أول المسيئين المطبلين
الناشرين الداعمين ، لأن عقله ورأيه وفهمه وتفكيره بيد الآخرين فهو مثل
السائق تماما الذي يقود سيارته بأمر غيره ، إن قالوا له توقف وقف ، وإن
قالوا له تحرك مشى ولكن بأقصى سرعة ، لأن أنظمة المرور والمنع من تجاوز
السرعة لا تنطبق عليه ، وأخونا مثله تماما 0
إن كان متعلما ( عفوا أقصد معه ورقة دراسية ليس إلا ) ، فمع أول طرح علمي
مجتمعي تجده أبعد ما يكون عن الفكر السليم 0
وإن كان في نظر البعض رجل عاقل له رأي وفهم ، يستشار ، ويسأل ، ويطلب رأيه
، فهو بالاسم عاقل فقط ، لأنه عند المحكات تتضح عقليته المزيفة ، وآرائه
المتخلفة 0
وإن كان كاتبا يُنَظِرُ ويُخَطِطُ ، وينتقد ويُخَطِئْ ، إلا أنه في الواقع
أبعد ما يكون عن الفكر الواقعي العقلاني ، هناك ناصح أمين ، وهنا خبيث لئيم
0
وإن كان شاعرا ذو معلقات ، فيها نصح وإرشاد وشحذ همم ونقد ، وما إلى ذلك ،
إلا أنه عند التداول والتناقش كالبالونة منفوخا بالهواء بلا فائدة ترجوها
منه ، وإبرة صغيرة الحجم تخرجه عن واقعه المزيف إلى واقعه الحقيقي 0
همسة : إياك أعني وافهمي يا جارة
تساؤل
لقد قرأت ما خطت يدي فقد أكون مصيبا وقد أكون غير ذلك ، ولكنني أوجه لك
سؤالا مباشرا ألا وهو :
هل أنت من هؤلاء ، وإن كنت منهم فما الواجب عليك تجاه نفسك وعقلك وفهمك ،
مع أنني على ثقة أنك أنت لست منهم ، لأنني أعني أناس هم خارج عالمنا النقي
، هم يغردون خارج السرب ، بل هم في عالم لا أعرفه ولا أدري كيف أصنفه ،
نظراتهم سوداوية تحتاج لنظارة أصلية ، قلوبهم كَبُرَ وكَثُرَ عليها الران
فتحتاج إلى مغسلة لغسلها ثم تعقيمها بحسن الظن والخوف من الله والفهم
الصحيح ، إلا أنني في الختام أقول اللهم لا تجعلني منهم يا رب العالمين ،
فماذا أنت لهم قائلا 0