المسؤول هو أحد أفراد المجتمع تبوء منصباً عن طريق الترقية أو الترشيح أو
الصدفة أو المحسوبيات أو غير ذلك ممّا هو معلوم للجميع ، فبعض الطرق سليمة
نظامية تصاعدية ، ومنها محسوبيات وتفضيلات لها مآرب ومغازي لا تخفى على ذو
لب وفهم واطلاع 0
عموما إذا أردنا أن نصف المسؤولين فلعلنا نخلص للتصنيف التالي :
الأول : المسؤول التقي النقي الذي يزرع لأجل أن يحصد الذكر الجميل ، الذي
يعمل لأجل رقي منشأته ، الذي يعمل لخدمة مجتمعه ، فهذا بعد أن يغادر منصبه
لأي سبب كتقاعد أو استقالة أو إعفاء يبقى ذكره الجميل الطيب بين الناس 0
الثاني : المسؤول الذي لا يقدم خيرا ولا يرد شرا ، تاركا الأمور تسير كيفما
كان ( المهم أن العمل يمشي ) 0
الثالث : المسؤول المولع بالمال فهو يجمعه من خلال منصبه بأي وسيلة كانت
سواء كانت الوسيلة حلال أم كانت الوسيلة حرام وهذا يسمى ( بالفساد المالي )
0
الرابع : المسؤول الذي يوظف منصبه لمصالحه ومشاريعه الخاصة فهو في وادِ
وعمله في وادٍ آخر ، يستغل موظفيه لأعماله الخاصة كالبيع والشراء وتوصيل
الأهل للمدارس والعمل ونحو ذلك ممّا لا يخفى 0
الخامس : المسؤول الذي لا يحضر إلى مقر عمله إلا قليلا وكأن الأمر لا يعنيه
، إما نائما في بيته ، وإما مشاركته بكل حفل أو مناسبة تعنيه أو لا تعنيه ،
دعي إليها لم يدعى 0
وهناك أصناف أخرى عزفنا عن ذكرها إما نسيانا وإما جهلا بها ، ولعل القارئ
يضيفها 0
همسة
ورد في الحديث المتفق على صحته قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا
عبد الرحمن بن سمرة ، لا تسأل الإمارة ؛ فإنك إن أُوتِيتَهَا عن مسألة
وُكِلْتَ إليها ، وإن أوتيتها من غير مسألة أُعِنْتَ عليها ) ، واعلم يا
رعاك الله أنَّها في الدنيا أمانة ، ويوم القيامة غالبًا ما تكون خزيًا
وندامة إلا من رحم الله وأُعِينَ عليها ، وفي صحيح مسلم قوله عليه الصلاة
والسلام لأبي ذر رضي الله عنه ( إنها أمانة ، وإنها يوم القيامة خزي وندامة
، إلا من أخذها بحقها ، وأدى الذي عليه فيها ) ، فيا أيها المبتلى
بالمسؤولية إما أن تؤديها كما أوجبها الله عليك ، وإما أن تدعها لغيرك
وتنجو بدينك وسمعتك ومكانتك في مجتمعك 0
كتبه
محمد فنخور العبدلي