زائري الكريم : أنت لست زائرا ، بل الزائر أنا ، نعم أنا زائر على حساب
وقتك الثمين ، بــل أنا الزائر على فكرك النير ، أنت صاحب فضل ، وأنا متطفل
على فضلك ، أنت صاحب كـــرم ، وأنا متطفل على كرمك ، أنثر أمام ناظريك
مبعثراتي التي ألملمها وأحاول تنسيقها ، ومــع ذلك فأنت قابل لها ، كرمك
وحسن ضيافتك لكتاباتي أخجلني ، إنني أقف حائرا أمام حسك المـرهب ، ونقدك
البناء ، وتلميحك الهادف ، لولا وجودك هنا لما وجدت أنا هنا ، لأني أكتب لك
، فــتقرأ أنت لي ، لقد عانقت جدران موقعي عطر قدومك ، وتزيّنت صفحاته
بأعذب عبارات الود والترحيب ، ومشاعر الأخوة والإخلاص ، قلمي ممدود ليخترق
جدران فكرك لنخضبها جميعاً بالتكاتف في سبيـل زرع بذور الأخلاقيـات
الراقيـة ولا نلبـث أن نجني منهـا إن شاء الله ثمراً صالحاً ، ونتـشـارك
كالأسرة الواحدة لتثقيف بعضنا البعض في كل المجالات ، أتمنى لك قضاء وقت
ممتع فــي مدونتي ، عتبي عليك إذا لم تترك لك بصمة في موقعي ، لأن رأيك
بالنسبة لي ، كهواء الأكسجين للرئة لبشرية ، وكاللبن بالنسبة للطفل الرضيع
، وكاللبس الدافئ بالنسبة لمن يعاني مـن البرد القارس ، فهل تمنحي الهواء
واللبن والدفء ، لا أريد منك مدحا ، فالمدح بـاب مـن أبـواب الخذلان ،
وسبيل إلى الفتور والهوان ، هو بغية الضعيف ، ومطلب الخفيف ، ولكن أريد منك
توجيها لطيفا ، ينفعني في قابل الأيام ؟