مغرور بشبابه ، وطاغي بماله ، ومتكبر بأناقته ، ومتعجرف بجماله ، منخدعاً
يحسبها تدوم ، ولو دامت لغيره لما وصلت إليه 0
ألم تنظر إلى من حولك من الأجداد ، و الآباء ، والإخوان ، والأصحاب ، أين
ذهبوا ، وأموالهم إلى من ذهبت ، وما زلت مغروراً لا تنظر إلى الناس إلا من
منظار التكبر ، والترفع ، والتعالي ، و تزدري الناس وتحتقرهم ، ما زالت
تأكل الأموال بالحرام ، مغتراً بعزتك وجاهك ، هل تعتقد أن شهاداتك ستحميك
إذا سقطت ، أم هل تعتقد أن أموالك سوف تعتقك وتنقذك إذا سقطت عن صهوة غرورك
0
إنها يا أخي الكريم لا تدوم ، فأجيال ذهبت ، وأجيال فنيت ، وأجسام بلت ، و
أموال صرفت ، وأملاك استهلكت ، وكم من غني ٍ ، ومتعلم خرج من الدنيا بكفن ٍ
أبيض ٍ وعمل ٍ علمه عند الله ، ماله للورثة ، وجاهه اختفى معه في التراب ،
وشهاداته انتهى مفعولها فهي للأسف لا تورث 0
ترى ما الذي حصل للناس حتى تغيروا ، ولماذا تغيروا ، وإلى أي شيء تغيروا ،
أإلى الخير أم إلى الشر ، وهل التغير من السيئ إلى الأسوأ ، أم من السيئ
إلى الأحسن ، لماذا علاقات الناس تشوبها المصالح الذاتية ، ولماذا الناس
يمتدحونك إذا أنجزت لهم ما يريدون ، حتى وإن كان فيه خطأ ، أو عليه ملحوظات
شرعية ، أو نظامية وقانونية ، ولا يهم إن لحقتك منه مضرة دينية أو دنيويه ،
المهم أن تنجز لهم ما يريدون 0
علماً بأن هذا المدح مؤقت بزمن إنجازاتك لهم فقط ، وبعدها يصدر منهم ( ما
رأيت منك خيراً قط ) ، ومن جهة أخرى ، لماذا بعضنا إذا أصبح مسئولا ، أو
مهماً ، أو تربع على موقع حساس ، من خلاله يضر وينفع ، يتسلط و يتجبر ، وقد
نسي أن هذا المكان ليس له على الدوام ، بل هو كرسي حلاق ، اليوم هو لك وغدا
هو لغيرك ، فلا بد أن يعلم أنه سوف يتركه ، مثل الذي سبقه ، وسيأتي بعده
غيره ، فلماذا أنت هكذا يا هذا 0