كثيرا ما نبكي بلا اقتناع ، إما تأثرا بموقف عرضي لحظي ، أو أن يكون بكائنا عرف
تعارفنا عليه ، أقصد أنه من العرف أن نبكي حتى لو لم نكن مقتنعين ، المهم نبكي
، ولكن أحيانا نبكي رغما عنّا ، وإن كنّا لا نود أن نبكي ، ولكن الموقف يجبرنا
على ذلك ، فينفجر أحدنا باكيا بشكل غير طبيعي ، قد يصاحبه بعض العبارات اللاّ
مسئولة والله المستعان 0
يموت القريب وقد لا نبكي لحظة سماعنا للخبر ، ولكن مع توافد البكّائين نبكي ،
وقد لا نبكي حال سماعنا للخبر ، ولكن نبكي عند معاينتنا للميت ، فهذا البكاء
عرفي تقليدي ، لا أقصد التقليل من أهمية الميت ، ولكن الصبر على الصدمة لها حد
قد يتحول بعد فترة من الزمن إلى عكس الوضع السابق 0
وهناك من يبكي لنظر الناس ، ولكي يقال أنه متأثر ، والخبر وقع عليه كالصاعقة ،
إلى غير ذلك ، وليس لتأثره بموت الميت 0
أما البكاء الذي نُرْغَم عليه فهو نتاج موقف معين كإصلاح بين متنازعين وصل بهم
الأمر إلى العداوة التي لا ترتجى إزالتها ، خصوصا إذا كان المتنازعون عائلة
واحدة كالآباء والأبناء والبنات ، والأدهى من ذلك إذا كان النزاع حول أمور
مالية لا تستحق كل هذا الضجيج 0