|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من
لا نبي بعده أما بعد:
فقد كنت في نقاش مع أحد المختصين في
الغذاء، وتناقشنا في فوائد الخل، وكيف أن بعض المهتمين بالإعجاز يذكرون أن
الخل الوارد في السنة هو خل التفاح، مع أن التفاح غير متوافر في مكة
والمدينة، فجمعت في هذا المقال ما رد في السنة النبوية مما جمعته في موسوعة
الطب النبوي التي أخرج منها كل فترة مقالا أو بحثا، ومن الله أستمد العون.
المطلب الأول:
الخل في السنة النبوية
أخرج مسلم في صحيحه (2051) ، والترمذي
(1840) ، وابن ماجة (3316) ، عن عائشة رضي
الله عنها، أن النبي ﷺ قال:
نِعْمَ الْأُدُمُ - أَوِ الْإِدَامُ – الْخَلُّ ).
وروى مسلم أيضا (2052) بسنده عن طَلْحَة
بْن نَافِعٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: أَخَذَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ بِيَدِي ذَاتَ يَوْمٍ
إِلَى مَنْزِلِهِ، فَأَخْرَجَ إِلَيْهِ فِلَقًا مِنْ خُبْزٍ، فَقَالَ: مَا
مِنْ أُدُمٍ ؟ فَقَالُوا: لَا إِلَّا شَيْءٌ مِنْ خَلٍّ قَالَ: فَإِنَّ
الْخَلَّ نِعْمَ الْأُدُمُ قَالَ جَابِرٌ: فَمَا زِلْتُ أُحِبُّ الْخَلَّ
مُنْذُ سَمِعْتُهَا مِنْ نَبِيِّ اللهِ ﷺ.وقَالَ
طَلْحَةُ: مَا زِلْتُ أُحِبُّ الْخَلَّ مُنْذُ سَمِعْتُهَا مِنْ جَابِرٍ ).
قال النووي
رحمه الله في "شرح حديث مسلم": "في الحديث فضيلة الخل وأنه يسمى
أُدُماً، وأنه فاضل جيد".
وعَنْ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي
طَالِبٍ قَالَتْ: ( دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ
ﷺ فَقَالَ: هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ ؟
فَقُلْتُ: لَا، إِلَّا كِسَرٌ يَابِسَةٌ وَخَلٌّ. فَقَالَ النَّبِيُّ
ﷺ: قَرِّبِيهِ، فَمَا أَقْفَرَ بَيْتٌ
مِنْ أُدْمٍ فِيهِ خَلٌّ ). رواه الترمذي في " السنن " (1841) وقال: " هذا
حديث حسن غريب من هذا الوجه...وسألت محمدا – يعني الإمام البخاري - عن هذا
الحديث قال: لا أعرف للشعبي سماعا من أم هانئ ". وحسنه الألباني في " صحيح
الترمذي "، وفي " سلسلة الأحاديث الصحيحة " (رقم/2220).
المطلب الثاني:
الخل غذاء ودواء
من فوائد الخل الغذائية أنه سبب في
تحسين الهضم، فهو يحتوي على أحماض عضوية مثل حمض الأسيتيك، الذي يمكن أن
يعزز إفراز الإنزيمات الهاضمة.
كما أنه يساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول.
كما أنه يحوي مركبات مضادة للأكسدة،
وفوائد أخرى لمرضى السكري ومرضى القلب.