ما قل ودل من كتاب " الزهد " لأحمد بن حنبل {5}
أيمن الشعبان @aiman_alshaban
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الحسن: أَهِينُوا هَذِهِ الدُّنْيَا. كَانَ الْحَسَنُ إِذَا لَمْ يَجِدْ أَحَدًا وَلَمْ يَكُنْ مَشْغُولًا يَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ. قال الحسن: يَا أَيُّهَا الْمُتَصَدِّقُ عَلَى الْمِسْكِينِ تَرْحَمُهُ، ارْحَمِ الَّذِي ظَلَمْتَ. قال الْحَسَنِ: إِنَّ الرَّجُلَ كَانَ يُشَاكُ الشَّوْكَةَ يَقُولُ: إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكِ بِذَنْبٍ وَمَا ظَلَمَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ. قال الحسن: وُضِعَ دِينُ اللَّهِ دُونَ الْغُلُوِّ وَفَوْقَ التَّقْصِيرِ. قَالَ الحسن في قوله تعالى {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97]: مَا يَطِيبُ لِأَحَدٍ الْحَيَاةُ إِلَّا فِي الْجَنَّةِ. ص229 قال الحسن: ابْنَ آدَمَ، أَيُّ دِينِكَ يَعِزُّ عَلَيْكَ إِذَا هَانَتْ عَلَيْكَ صَلَوَاتُكَ، إِذَا هَانَتْ عَلَيْكَ صَلَوَاتُكَ فَهِيَ عَلَى اللَّهِ أَهْوَنُ. عَنِ الْحَسَنِ، كَانُوا يَقُولُونَ: ابْنَ آدَمَ، النَّظْرَةُ الْأُولَى تُعْذَرُ فِيهَا فَمَا بَالُ الْآخِرَةِ. قال الحسن: رُبَّ نَظْرَةٍ أَوْقَعَتْ فِي قَلْبِ صَاحِبِهَا شَهْوَةً وَرُبَّ شَهْوَةٍ أَوْرَثَتْ صَاحِبَهَا حُزْنًا طَوِيلًا. قال الحسن: إِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ يَتَنَافَسُونَ فِي الدُّنْيَا فَنَافِسْهُمْ فِي الْآخِرَةِ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ دُنْيَاهُمْ وَتَبْقَى الْآخِرَةُ. قال الحسن: إِيَّاكُمْ، رَحِمَكُمُ اللَّهُ، وَهَذِهِ الْأَمَانِيَّ فَإِنَّهُ لَمْ يُعْطَ أَحَدٌ بِالْأُمْنِيَةِ خَيْرًا فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ. قال الحسن: مَا عُبِدَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِمِثْلِ الْحُزْنِ. ص230 قال الحسن: اقْرَأِ الْقُرْآنَ مَا نَهَاكَ فَإِذَا لَمْ يَنْهَكَ فَلَسْتَ تَقْرَؤُهُ، رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرُ فَقِيهٍ وَمَنْ لَمْ يَنْفَعْهُ عِلْمُهُ ضَرَّهُ جَهْلُهُ. قال الحسن: مَنْ كَذَّبَ بِالْقَدَرِ فَقَدْ كَفَرَ. قال الحسن: قَدْ كَانَ الرَّجُلُ يَطْلُبُ الْعِلْمَ فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ يَرَى ذَلِكَ فِي تَخَشُّعِهِ وَهَدْيِهِ وَلِسَانِهِ وَبَصَرِهِ وَبِرِّهِ. قال الحسن: إِنَّ الْمُؤْمِنَ أَحْسَنَ الظَّنَّ فَأَحْسَنَ الْعَمَلَ، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ أَسَاءَ الظَّنَّ فَأَسَاءَ الْعَمَلَ. ص231 قال الحسن: مَا بَسَطَ اللَّهُ الدُّنْيَا لِأَحَدٍ إِلَّا اغْتَرَّ وَلَا زُوِيَتْ عَنْهُ إِلَّا نَظَرَ. قال الحسن: ابْنَ آدَمَ تُبْصِرُ الْقَذَى فِي عَيْنِ أَخِيكَ وَتَدَعُ الْجِذْلَ مُعْتَرِضًا فِي عَيْنِكَ. قال الحسن: إِنَّ لِلْخَيْرِ أَهْلًا وَلِلشَّرِّ أَهْلًا، مَنْ تَرَكَ شَيْئًا كُفِيَهُ. قال الحسن: أَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ الَّذِينَ يُحَبِّبُونَ اللَّهَ إِلَى عِبَادِهِ وَيَعْمَلُونَ فِي الْأَرْضِ نُصْحًا. قال الحسن: يُحْشَرُ الْأُمَرَاءُ وَالْأَغْنِيَاءُ فَيَقُولُ لَهُمْ: إِنَّكُمْ كُنْتُمْ حُكَّامَ الْمُسْلِمِينَ وَأَهْلَ الْغِنَى قِبَلَكُمْ طَلَبَتِي. قَالَ الْحَسَنُ: مَا عُمِلَ عَمَلٌ بَعْدَ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ نَاشِئَةِ اللَّيْلِ. قال الحسن: كُنَّا فِي قَوْمٍ يَخْزُنُونَ أَلْسِنَتَهُمْ وَيَنْشُرُونَ أَوْرَاقَهُمْ ثُمَّ بَقِينَا فِي قَوْمٍ يَخْزُنُونَ أَوْرَاقَهُمْ وَيَبْذُلُونَ أَلْسِنَتَهُمْ. ص232 قال الحسن: الصَّلَاةُ خَيْرُ مَوْضُوعٍ مَنْ شَاءَ اسْتَقَلَّ وَمَنْ شَاءَ اسْتَكْثَرَ. كان الحسن يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا. قال الْحَسَنِ: كَانُوا يَقُولُونَ: أَفْضَلُ أَخْلَاقِ الْمُؤْمِنِينَ الْعَفْوُ. قال الحسن: يَا ابْنَ آدَمَ، كَيْفَ تَتَكَبَّرُ وَأَنْتَ خَرَجْتَ مِنْ سَبِيلِ الْبَوْلِ مَرَّتَيْنِ. قرأ الْحَسَنَ قولهَ: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} [الإسراء: 13] لَقَدْ عَدَلَ عَلَيْكَ مَنْ جَعَلَكَ حَسِيبَ نَفْسِكَ. ص233 قال الحسن: ثَلَاثَةٌ لَا غِيبَةَ لَهُمُ: الْإِمَامُ الْخَائِنُ، وَصَاحِبُ الْهَوَى الَّذِي يَدْعُو إِلَى هَوَاهُ، وَالْفَاسِقُ الْمُعْلِنُ فِسْقَهُ. قال الحسن: طَلَبْنَا هَذَا الْأَمْرَ وَنَظَرْنَا فَلَمْ نَجِدْ أَحَدًا عَمِلَ عَمَلًا بِغَيْرِ عِلْمٍ إِلَّا كَانَ مَا يُفْسِدُ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِحُ. قال الحسن: إِذَا دَخَلَتِ الرِّشْوَةُ مِنَ الْبَابِ خَرَجَتِ الْأَمَانَةُ مِنَ الْكَوَّةِ. ص234 قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِذَا رَأَيْتَ الْقَوْمَ يَتَنَاجَوْنَ فِي دِينِهِمْ دُونَ الْعَامَّةِ فَاعْلَمْ أَنَّهُمْ عَلَى تَأْسِيسِ ضَلَالَةٍ. قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: وَدِدْتُ أَنَّ مَنْزِلِي، بِقَزْوِينَ حَتَّى أَمُوتَ يَعْنِي بِذَلِكَ الرِّبَاطِ. ص235 قال مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا، يَكُونَ أَحَدٌ أَسْعَدَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْكَ فَافْعَلْ. قال عمر بنُ عبد العزيز: اللَّهُمَّ زِدْ فِي إِحْسَانِ مُحْسِنِهِمْ وَرَاجِعْ بِمُسِيئِهِمْ إِلَى التَّوْبَةِ وَحُطْ مَنْ وَرَاءَهُمْ بِالرَّحْمَةِ. قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَنْ لَمْ يُعِدَّ كَلَامَهُ ذُنُوبَهُ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ. قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيَّ الْمَوْتَ. قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا انْتَجَى قَوْمٌ فِي دِينِهِمْ دُونَ جَمَاعَتِهِمْ إِلَّا كَانُوا عَلَى تَأْسِيسِ ضَلَالَةٍ. ص236 كَلَّمَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْوَلِيدَ فِي شَيْءٍ فَقَالَ: كَذَبْتَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا كَذَبْتُ مُنْذُ عَلِمْتُ أَنَّ الْكَذِبَ يَضُرُّ أَهْلَهُ. ص237 قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: انْتَهَى عِلْمُ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ بِتَأْوِيلِ الْقُرْآنِ إِلَى أَنْ قَالُوا: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا}. قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: الرِّضَاءُ قَلِيلٌ وَلَكِنَّ الصَّبْرَ مِعْوَلُ الْمُؤْمِنِ. قال عمرُ بنُ ذرٍّ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَخْوَفَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللَّهُ. ص238 لَمَّا مَاتَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ الْحَسَنُ: مَاتَ خَيْرُ النَّاسِ. ص239 قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ:مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ الْمَوْتِ رَضِيَ بِالْقَلِيلِ وَمَنْ عَلِمَ أَنَّ الْكَلَامَ مِنْ عَمَلِهِ أَمْسَكَ عَنِ الْكَلَامِ إِلَّا فِيمَا يَعْنِيهِ. قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: اعْلَمُوا أَنَّ الْعِبَادَةَ أَدَاءُ الْفَرَائِضِ وَاجْتِنَابُ الْمَحَارِمِ. ص240 قِيلَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: جَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الْإِسْلَامِ خَيْرًا قَالَ: بَلْ جَزَى اللَّهُ الْإِسْلَامَ عَنِّي خَيْرًا. قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: ما أُحِبُّ أَنْ تُهَوَّنَ عَلَيَّ سَكَرَاتُ الْمَوْتِ إِنَّهُ آخِرُ مَا يُكَفَّرُ بِهِ عَنِ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ. كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَأْمُرُ نِسَاءَهُ وَبَنَاتَهُ بِالْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ. ص241 قال عَمْرو بْنُ الْمُهَاجِرِ: كَانَ نَفَقَةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ كُلَّ يَوْمٍ دِرْهَمَيْنِ. قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَنْ لَمْ يُعِدَّ كَلَامَهُ مِنْ عَمَلِهِ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ. ص242 كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ. قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِرَجُلٍ: مَنْ سَيِّدُ قَوْمِكَ؟ قَالَ: أَنَا قَالَ: لَوْ كُنْتَ كَذَلِكَ لَمْ تَقُلْهُ. ص243 قال عمر بن عبد العزيز: إِنِّي لِأَدَعُ كَثِيرًا مِنَ الْكَلَامِ مَخَافَةَ الْمُبَاهَاةِ. قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَنْ عَمِلَ بِغَيْرِ عِلْمٍ كَانَ مَا يُفْسِدُ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِحُ. ص244 قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَنْ جَعَلَ دِينَهُ غَرَضًا لِلْخُصُومَةِ أَكْثَرَ التَّنَقُّلَ. قال أبو العالية: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تَخْرُبُ صُدُورُهُمْ مِنَ الْقُرْآنِ وَلا يَجِدُونَ لَهُ حَلاوَةً وَلا لَذَاذَةً. قال أبو العالية: الصَّائِمُ فِي عِبَادَةٍ مَا لَمْ يَغْتَبْ وَإِنْ كَانَ نَائِمًا عَلَى فِرَاشِهِ. قال أبو العالية: كُنَّا نَعُدُّ مِنْ أَعْظَمِ الذَّنْبِ أَنْ يَتَعَلَّمَ الرَّجُلُ الْقُرْآنَ ثُمَّ يَنَامَ لَا يَقْرَأُ مِنْهُ شَيْئًا. ص245 قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: إِنْ كَانُوا لَيُعَظِّمُونَ الْمَوْتَ بِالسَّكِينَةِ. قال بكر بن عبد الله المزني: الْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ، وَالْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ وَالْإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ. قال بكر بن عبد الله المزني: لَا يَكُونُ تَقِيًّا حَتَّى يَكُونَ نَقِيَّ الطَّمَعِ نَقِيَّ الْغَضَبِ. قال بكر بن عبد الله المزني: إِنَّ اللَّهَ لَيُجَرِّعُ عَبْدَهُ الْمَرَارَةَ لِمَا يُرِيدُهُ بِهِ مِنْ صَلَاحِ عَاقِبَتِهِ. ص246 قال مُوَرِّقٌ الْعِجْلِيّ: مَا وَجَدْتُ لِلْمُؤْمِنِ مَثَلًا إِلَّا رَجُلًا فِي الْبَحْرِ عَلَى خَشَبَةٍ فَهُوَ يَدْعُو يَا رَبُّ يَا رَبُّ لَعَلَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ. قال مُوَرِّقٌ الْعِجْلِيّ: مَا تَكَلَّمْتُ بِشَيْءٍ فِي الْغَضَبِ فَنَدِمْتُ عَلَيْهِ فِي الرِّضَا. قال مُوَرِّقٌ الْعِجْلِيّ: الْمُتَمَسِّكُ بِطَاعَةِ اللَّهِ إِذَا جُنِّبَ النَّاسُ عَنْهَا كَالْكَارِّ بَعْدَ الْفَارِّ. قال مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: لَا بُدَّ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ وَلَوْ قَدْرَ حَلْبِ شَاةٍ. ص247 كَانَ مُحَمَّدٌ بن سيرين إِذَا دَخَلَ عَلَى أُمِّهِ لَمْ يُكَلِّمْهَا بِلِسَانِهِ كُلِّهِ تَحَشُّمًا لَهَا. قال مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا جَعَلَ لَهُ وَاعِظًا مِنْ قَلْبِهِ يَأْمُرُهُ وَيَنْهَاهُ. كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يَقُولُ: لَا تُكْرِمْ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ. قال مُحَمَّدٍ بن سيرين: كَانُوا يَقُولُونَ: لَا تُكْرِمْ صَدِيقَكَ بِمَا يَشُقُّ عَلَيْهِ. كَانَ ابْنُ سِيرِينَ يُحْيِي اللَّيْلَ فِي رَمَضَانَ. ص248 قال ابْنِ سِيرِينَ: اتَّقِ اللَّهَ فِي الْيَقَظَةِ وَلَا تُبَالِ بِمَا رَأَيْتَ فِي الْمَنَامِ. ص249 كَانَ ابْنُ سِيرِينَ إِذَا ذُكِرَ الْمَوْتُ مَاتَ كُلُّ عُضْوٍ لَهُ عَلَى حِدَتِهِ. قال ابْنِ سِيرِينَ كَانَ يُقَالُ: إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا أَرَادَ الْخَيْرَ كَانَ لَهُ زَاجِرًا مِنَ اللَّهِ يَأْمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُ عَنِ الْمُنْكَرِ. ص250 قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: الْيَقِينُ خَطَرَاتٌ وَالْإِيمَانُ ثَابِتٌ فِي الْقَلْبِ. عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} [الإسراء: 8] قَالَ: مُحْتَبَسًا. قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: لَوْلَا أَنْ تَكُونَ مِدْحَةً لَذَمَمْتُ لَكُمْ نَفْسِي. ص252 كَتَبَ عَابِدٌ إِلَى عَابِدٍ: أَمَّا بَعْدُ، فَكَيْفَ أَنْتَ وَكَيْفَ حَالُكَ؟ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَا كَانَ فِي حَالِكَ مَا يَشْغَلُكَ عَنْ حَالِي. ص253 قال محمد بن واسع: مَا بَقِيَ فِي الدُّنْيَا شَيْءٌ أُلَذُّ بِهِ إِلَّا الصَّلَاةَ جَمَاعَةً وَلُقَى الْإِخْوَانِ. عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَتَّجِرُ فَيُصِيبُ الْمَالَ فَيُفَرِّقَهُ عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ يَقُولُ: لَوْلَاهُمْ مَا اتَّجَرْتُ. ص254 قال أَبُو الْأَشْهَبِ: كَانَ أَبُو رَجَاءٍ يَخْتِمُ بِنَا فِي قِيَامِ رَمَضَانَ فِي كُلِّ عَشَرَةِ أَيَّامٍ. قِيلَ لِأَبِي السَّوَّارِ الْعَدَوِيِّ: أَكُلُّ حَالِكَ صَالِحٌ؟ فَقَالَ: لَيْتَ عُشْرَهُ يَصْلُحُ. ص256 رَأَى عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ رَجُلًا يَبِيعُ فِي الْمَسْجِدِ فَدَعَاهُ فَقَالَ: هَذِهِ سُوقُ الْآخِرَةِ فَإِذَا أَرَدْتَ الْبَيْعَ فَاخْرُجْ إِلَى سُوقِ الدُّنْيَا. قَالَ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ: دِينَكُمْ دِينَكُمْ لَا أُوصِيكُمْ بِدُنْيَاكُمْ، أَنْتُمْ عَلَيْهَا حُرَّاصٌ وَأَنْتُمْ بِهَا مُسْتَوْصُونَ. ص257 قال أبو الدرداء: إِذَا رَأَيْتَ الشَّرَّ فَدَعْهُ وَأَهْلَهُ. ص258 قال مالك بن دينار: اتَّقُوا السِّحَارَةَ – أي الدنيا-؛ فَإِنَّهَا تَسْحَرُ قُلُوبَ الْعُلَمَاءِ. قال مالك بن دينار: يَا هَؤُلَاءِ فُجَّارُكُمْ كَثِيرٌ صِغَارٌ وَكِبَارٌ فَرَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا لَزِمَ الْقَوْلَ الطَّيِّبَ وَالْعَمَلَ الصَّالِحَ وَالْمُدَاوَمَةَ. قال مالك بن دينار: الْقَلْبُ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ حُزْنٌ خَرِبَ كَمَا أَنَّ الْبَيْتَ إِذَا لَمْ يُسْكَنْ خَرِبَ. قال مالك بن دينار: مَا ضُرِبَ عَبْدٌ بِعُقُوبَةٍ أَعْظَمَ مِنْ قَسْوَةِ الْقَلْبِ. قال مالك بن دينار: لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ قَلْبِي يَصْلُحُ عَلَى كُنَاسَةٍ لَذَهَبْتُ حَتَّى أَجْلِسَ عَلَيْهَا. ص259 26/12/1439هـ 6/9/2018م