إن بعض الناس يصيبهم نوع من الحياء عند بداية ظهور الشيب على
رؤوسهم ووجوههم فيعمد بعضهم إلى نتف تلك الشعرات فحري بك أخي المسلم أن لا تفوت
عليك هذه الفرصة إذا بدا الشيب على محياك بأن تتركه ولا تنتفه لكي لا تحرم
ثوابه في هذا الحديث فعن
أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم قال:
(لَا
تَنْتِفُوا الشَّيْبَ، فَإِنَّهُ نُورٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ شَابَ
شَيْبَةً فِي الْإِسْلَامِ كُتِبَ لَهُ بِهَا حَسَنَةٌ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا
خَطِيئَةٌ، وَرُفِعَ له بها درجة).
رواه الإمام أحمد في "المسند" (11 / 550)، والترمذي (2821)،
وأبو داود
(4202)وصححه
الألباني صحيح الجامع (7463)
ولقد بلغ حرص الصحابة على هذا الأجر ألا يفوتهم أن أحدهم لما سمع بهذا الحديث
سأل صاحباً له عندما رأى الشيب قد خضب لحيه هل ظهر ذلك الشيب قبل الإسلام أم
بعد الإسلام، كي لا يفوته الأجر لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديثه
(من شاب شيبة في الإسلام). فحري بك أخي المسلم ألا تنتف نوراً لك ولا تهدم
درجات مدخرة لك يوم القيامة بأن تعزم على إبقاء شيبك على رأسك وعلى لحيتك عند
أول ظهوره فتصب خيراً كثيراً ولا حرج في صبغه بالحناء أو نحوه بل هو مستحب ولله
الحمد.
المصدر: كتاب (كيف ترفع درجتك في الجنة) – د. محمد بن إبراهيم النعيم