لا تتزعزع عن
هداية الخلق ولو كثر الانحراف، ولا تيأس عن السير في دعوتك فهم بحاجتك، وأيقن
دوماً بأن أهل المعاصي الذلة محيطة بهم، ولو تظاهروا بالعزة قال تعالى: (إِنَّ
ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ ٱلْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ
وَذِلَّةٌ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِى ٱلْمُفْتَرِينَ).
[الأعراف:152]
وأهل المعاصي دائر عليهم لباس الذلة كل بحسب عصيانه، يقول عليه الصلاة والسلام:
(وَجُعِلَ
الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي
(رواه
البخاري (٨٨).
وأهل الطاعة هم أهل العزة، وبقدر طاعتك تعتز، قال تعالى:
(وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ).
[المنافقون/8].
فأنت العزيز في مجتمعك، فاخفض جناحك لمن ابتلي بمعصية بدعوته بحكمه ولين وروية،
وعدم احتقار له، مع كثرة الدعاء له بالهداية، فبحسن الخلق مع الدعوة تكسب
القلوب.
المصدر: كتاب ـ خطوات إلى السعادة ـ المؤلف: عبد المحسن محمد القاسم. إمام
وخطيب المسجد النبوي.