|
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه
بعض الأحاديث المختصرة مشروحه لتعلم الفائدة للجميع بإذن الله تعالى – الجزء
الأول - أسأل الله أن يجعل أعمالنا خالصةً لوجهه الكريم .
الحديث الأول : الدعاء لمن قال : إني أحبك في الله .
تقول له : أحبك الله الذي أحببتني له .
ـ صحابي الحديث : هو أنس بن مالك رضي الله عنه.
والحديث في تمامه : هو قوله رضي الله عنه : أن رجلاً كان عند النبي صلى الله
عليه وسلم، فمر به رجل، فقال: يا رسول الله إني لأحب هذا، فقال له النبي صلى
الله عليه وسلم: (أعلمته ؟)، قال: لا، قال: (أعلمه)، قال: فلحقه، فقال: إني
أحبك في الله، فقال: أحبك الله الذي أحببتني له. (أخرجه أبو داود: 333)
قوله: (أعلمته) استفهام بحذف أداة الاستفهام، أي : أأعلمته، أو هل علمته.
قوله: (أحبك الله الذي أحببتني فيه) أي: لأجله، وهذا دعاء وليس إخباراً. إذا
أخبره أنه يحبه استمال بذلك قلبه، واجتلب به وده).
الحديث الثاني : الدعاء لمن قال : بارك الله فيك .
تقول له : وفيك بارك .
ـ هذا أثر عائشة رضي الله عنها،
وهو بتمامه قالت
رضي الله عنها : أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة، قال: (اقسميها)،
فكنت إذا رجع الخادم أقول: ما قالوا؟ قال: يقولون: بارك الله فيكم، فأقول:
وفيهم بارك الله ، نرد عليهم مثل ما قالوا، ويبقى أجرنا لنا. (الوابل الصيب –
لابن القيم – ص 304)
وفيه جواز الهدية وقبولها، واستحباب قسمتها بين الأقارب والأصحاب والجيران، إن
كانت مما يجوز فيه القسمة.
وفيه استحباب الدعاء بالبركة للمُهدي، وكذلك دعاء المُهدي للمُهدى له.
الحديث الثالث: الدعاء لمن صنع لك معروفاً .
تقول له : جزاك الله خيراً .
ـ صحابي الحديث هو أسامة بن زيد رضي الله عنه .
والحديث في تمامه، هو قوله صلى الله عليه وسلم: (من صُنع إليه معروف، فقال
لصاحبه: جزاك الله خيراً، فقد أبلغ في الثناء). أخرجه الترمذي (2035)
قوله : (جزاك الله خيراً) أي : خير الجزاء، أو أعطاك خيراً من خيري الدنيا
والآخرة.
قوله : (فقد أبلغ الثناء) أي بالغ في أداء شكره، وذلك أنه اعترف بالتقصير، وأنه
ممن عجز عن جزائه وثنائه، ففوض جزاءه إلى الله، ليجزيه الجزاء الأوفى.
قال بعضهم : إذا قصرت يداك بالمكافأة، فليطل لسانك بالشكر والدعاء.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا
حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
كتاب : شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة – للشيخ/ سعيد بن علي القحطاني
(رحمه الله).
شرحه : مجدي بن عبدالوهاب أحمد – صححه وعلق عليه مؤلف حصن المسلم.
كتبه : أحمد خالد العتيبي ( أبو أنس ).