🌾سلسلة أيها الداعية الغيور...الكنز بين يديك🌾
( الرسالة الثالثة لمستخدمي وسائل التواصل )
عادل بن عبدالعزيز المحلاوي
@adelalmhlawi
✍بداية أحبّ أن أضع بين أيديكم إحصائية رقمية لعدد
مستخدمي وسائل التواصل في العالم :
( حيث وصل عدد المستخدمين النشطينللفيس بوك : نحو ٢ مليار و ٢٠٠ مليون يعني - الفي مليون ومئتا
مليون مستخدم شهريًا - ووصل عدد مستخدمى تطبيق الواتس اب : مليار مستخدم يعني ألف مليون شخص . ووصل عدد مستخدمي تويتر : مليار وثلاثة مليون مستخدم ، وقريباً منها
الانستقرام واليوتوب ) هذه الأرقام الفلكية جديرة بأن تجعل كل راغب
بالأجر ، وكل من ليس عنده وسيلة دعوية مباشرة مع الجمهور أن يستغل هذه الوسيلة
المهمة ذات الإنتشار الواسع كما رأيت .
🍃وقد تميّزت هذه الوسلية الدعوية بمزايا لم تتوفر
لغيرها ، منها : 🔹كثرة
عدد مستخديميها . 🔹سهولة
استخدامها . 🔹سرعة
وصول الخير عن طريقها . 🔹تجاوزها للحدود والحواجز . 🔹قلة كلفتها المالية . 🔹قوة أثرها في جانب المستَهدف ، فوسائل التواصل
تُستخدم فيها خاصية المؤثرات السمعية والبصرية ، فلذا أدمن النّاس استخدامها
. 🔹متاحة لكل شخص فلا يشترط لها مقدار معين من العلم
أو مبالغ كبيرة من المال أو قدر كبير من الوقت . 🔹أثرها
العظيم ، فكم غيّرت من فكر ، وأثرت في عقل...
فهذه الأسباب وغيرها تجعل الداعية يسعى جاهداً في
اغتنام هذه الوسائل لِما لها من نفع كبير وأثر بيّن في إصلاح سلوك أفراد الأمّة
.
🍃كثيرٌ منّا مقصّرٌ في كثير من نوافل الطاعات -
لأنّ التقصير في الفرائض مشكلة كبيرة حتى لمستخدم هذه الوسائل في الخير
- . إضافةً أنّه لا يسلم الكثير من المعاصي ، فتأتي
هذه الأعمال التي يشارك فيها أحدنا في نشر الخير والدلالة عليه لينال الأجر ،
ولعلها سبباً في مغفرة الذنوب .
🍃وكثيرٌ مناً - أيضاً - لايستطيع النصح المباشر
ومواجهة المدعو ، فيستطيع عن طريق هذه الوسيلة نشر الخير بدون أي حرج .
🍃ومن تلاعب الشيطان بالكثير : أن يمنعه من نشر الخير لأنّه مقصّر ومذنب - ومن
الذي سلم من التقصير - ولكنّ حرمان نفسك من نشر الخير : حرمان إلى حرمان وتقصير
يضاف إلى التقصير . فكونك مقصر في جانب فمن تمام العقل أن لا تضيف
إليه تقصيراً آخر ، وكونك مرتكب لمعصية فمن حسن التدبير أن تبحث عن مكفّرات
وتسعى في سد النقص ، ومن هذه الأبواب ( نشر الخير في الأمّة )
🍃وللنشر في هذه الوسائل نفع كبير على مستوى الأمّة
: فكم من طاعات كثيرة كانت غائبة فعادت وكان لوسائل
التواصل دور كبير فيها ، فمن ذلك : الحرص على التلاوة والأذكار ، وصيام النوافل ،
والصدقة والمساهمة المالية في النفع المتعدي ومساعدة المحتاجين ومثلها الكثير
من أعمال البر كان لوسائل التواصل وتنافس النّاس في النشر الأثر البيّن في هذا
.
🍃ومن ذلك نشر الإسلام بلغات العالم ووصوله لأقاصي
الدنيا : فقد كان أسرع الطرق وأقواها أثراً في ذلك - وسائل
التواصل المتنوعة - ولذا نهيب بأصحاب اللغات استخدامها واستغلالها وأن لا
يحرموا أنفسهم هذا الأجر العظيم .
🍃ومن الأمور المهمة في هذا الباب : أنّ استخدام وسائل التواصل في أبواب الخير فيه
مزاحمة لأهل الشر ، فلو تُرك لهم الأمر لعاثوا في الأرض فساداً ، ومن يشاهد
سعيهم الحثيث وإنفاقهم للأموال الهائلة في هذا الأمر وعملهم الدؤوب في سبيل
الشيطان يجعل المؤمن الغيور على دينه وأبناء أمته لا يقف مكتوف اليدين، وأن يكون دوره المشاهدة فقط لهذه الحرب الألكترونية الكبيرة
التي تريد إهلاك أبناء الأمّة . إنّ الصراع بين الحق والباطل باقٍ بقاء الليل
والنهار لا ينتهي أبداً ، والتخلي عن هذا جرم كبير في حق النفس وحق الأمّة ،
فلذا كان لزاماً على الناصح لنفسه ولأمته أن يكون مجاهداً في هذا الباب العظيم
.
🌱أيقن بأثرك .
الإسلام في انتشار عظيم . والخير في توسّع لا يُنكر . وكثرة الطاعات ظاهرة ، وأبواب البر زادت... كل ذلك لم يكن ليحدث - إلا بفضل الله أولاً - ثم
بجهود الغيورون من أبناء فأبق لك أثراً ، واضرب بسهم في أعظم أبواب الحسنات -
وهي الدعوة إلى الله - لا تكن أعجز النّاس عن إرسال رسالة أو تدوير تغريدة ،
أونشر سنابة نافعة...وأيقن يقيناً لا يعتريه شك أنّ له أثر بإذنالله .
🍃بقاء الأثر لصاحبها بعد الممات .
وممّا يدفعك لنشر الخير في وسائل التواصل ( بقاء
الأثر لصاحبها بعد الممات ) فكم تلاوات وخطب ومحاضرات ومقاطع وصور وتصاميم
نافعة وغيرها من أبواب الخير صارت باقية ، وحسنات جارية من عشرات السنوات
لأصحابها الذين عملوها أو نشروها .
🍃انشر بعلم وحكمة . فلا تنشر كل مايردك أو ماتطلع عليه ، بل انظر في
صحته وصحة نسبته لقائله فكم من المنشورات خاطئة وربما اشتملت على بدع وشركيات
فيقع المرء في الشر من حيث أراد الخير . فتثبّت واسأل حتى لا تقع في المحذور .
🍃نشر الخير مدعاة للعمل به . فأحياناً يكون عند الواحد تقصير في طاعة فمع نشره
لها سيعمل بها بعد ذلك ، وهذا مجرّب مشاهَد . وكم من إنسان واقع في معصية وتجده ناشراً للخير ،
وبعد حين تجده نافراً من هذه المعصية ، وفي هذا تجارب عدة . أمّا البعيد عن نشر الخير تجده لا يفكر أصلاً في
فعل الطاعات ، والبعد عن المحرمات ، فإذاً من منافع استخدام وسائل التواصل في
نشر الخير ( نفعها لصاحبها ) فاغتنم هذه الفرصة .