|
🌾
ومن مجالات الدعوة العظيمة التي لم يُحسن استغلالها بعد ( مقام الإمامة )
✍
هذا المقام الرفيع ، والمجال الخصب للدعوة إلى الله الذي قصّر عنه بعض أهل
الخير ، وأحجم عنه أهل الفضل منهم بحجج واهية ، وأسباب لا ترقى ، مع جلالة
قدره ، ورفعة منزلته ، وجميل أثره .
ولنضع - أحبتي - بين أعيننا قاعدة وهي :
( وجوب الاهتمام بما شرعه الله من مجالات ثابته في الدعوة ، والتركيز فيها
واستغلالها أحسن الاستغلال )
وذلك أننا ربمّا اهتممنا بمجالات دعوية كثيرة حديثة ، وقصّرنا في مجالات راسخة
ثابتة كمجال الخطابة والإمامة ، فاجتهدنا في المجالات الحديثة كوسائل التواصل ،
والطرق الحديثة في الدعوة وأهملنا تلك المجالات الراسخة .
على أنّ القاعدة - أيضاً - :
( أنّنا لا نهمل أي وسيلة دعوية ولكنّ المقصود لا نزهد بوسائل الدعوة المعتادة
كالإمامة والخطابة ونحوها )
وبعض الأحباب يتورّع عن الإمامة بحجج كثيرة منها الخوف من المسؤولية ، والخوف
من الرياء ونحوها مع أنّ ضعلاجها ميسور لمن نظر لها بمنظار شرعي .
ومن نظر إلى حال أهل الدنيا وكيف تسابقهم إليها ، بل من تأمّل حال أهل الباطل
فسيجد عجبًا عجابًا من اقتحامهم للفرص واستغلالهم لها .ش
وبالمقابل ينظر بأسف لحال أهل الحق وقد تراجعوا عن مسؤوليتهم حتى أصيبت الأمة
في أفرادها .
🌾 أخي الإمام المبارك /
أخلص العمل ، وجدّد النية وراقبها على الدوام ، واجعل همّك رضا الله ، وغايتك
جنته وخوفك من ناره تبلغ الخير بإذن الله .
كم من آية تُليت بصوت جميل فكانت سببًا لهداية شخص
، وكم من آية سمعها منحرف فأحجم عن معصية الجبّار
، وكم من كلمة قصيرة كانت بداية استقامة واجتهاد في عمل صالح...والشواهد لهذا
أكثر من أن تُحصر.
فلا يثبطك الشيطان عن هذا السبيل ، ولا يضعفك عن هذا العمل الرشيد .
أيها الإمام المبارك /
بين يديك فرصة عظيمة لدعوة الناس للخير وهناك مجالات كثيرة لا يمكن بسطها في
هذا المقال القصير ، ولكنني سأذكر ثلاثة مجالات :
أولها : اهتمامك بتلاوتك في الصلوات الجهرية ، فالقرآن العظيم هو أعظم هاد
للبشرية ولكننا لم نستغل الدعوة إلى الله عن طريقه ، واغتنام أثره في المستمعين
، فلذا ينبغي لك أيها الإمام المبارك أن تغتنم هذا السبيل العظيم .
🔹 تخيّر الآيات التي توعظ القلوب ، وتوقظ الأنفس ،
فالله تعالى قد جعل كتابه مثاني تقشعر منه الأبدان .
🔹 نوّع في الآيات ، واختر الآيات عند المناسبات ،
وعش مع الآيات عند تلاوتها .
🔹 جمّل صوتك أيها الإمام بكلام ربك فقد أمرك بذلك
من أنزل الله عليه القرآن ، قال عليه الصلاة والسلام :
" زيّنوا القرآن بأصواتكم "
🔶
المجال الثاني : توجيه النّاس وتبصيرهم بأمور دينهم ودلالتهم لما فيه خيري
الدنيا والآخرة .
أيها الإمام الفاضل /
وجودك في هذا المكان فرصة لتوجيه الناس إلى الخير
، وكم يقصّر كثير من الأئمة في هذا السبيل مع أنّه مجال خصب فسيح .
بين أيديكم - أحبتنا الأئمة - فرصة لتوجيه الملايين والأخذ بأيديهم فلا تقصروا
فيه ، ولا تحرموا أنفسكم الأجر العظيم .
فلو فرضنا أن عدد الأئمة في العالم الإسلامي عشرة ملايين إمام - وهذا على أقل
تقدير - وكل إمام ألقى في الأسبوع ثلاثة دروس فقط فهذا يعني وجود ثلاثين مليون
درس أسبوعي في العالم الإسلامي .
وبذا ترتفع ملايين من الأعمال الصالحة للأمّة في هذا الباب ، فلماذا نحرم
الأمّة هذا الخير ، بل ربما كان من أسباب دفع العذاب عنها .
وبعض من ثبطه الشيطان عن هذا العمل الصالح يظنّ أنّها لا أثر لها ( وهذا من
العجب العجاب ) أيُعقل أنه لن يؤثر هذا الكمّ الهائل من الدروس في أحد !؟
فكم من سُنّة عُمِل بها بفضل هذه الدروس ؟
وكم من عمل صالح سيكون ثمرة هذا الكلمات الذي لا تتجاوز الدقائق المعدودات ؟
وكم توجيه كان سبباً لتآلف قلوب بعد انقطاعها ؟
( ولعل الله يرحم الأمة بسبب هذا العمل الصالح ) فلماذا يفرّط الأئمة بمثل هذا
الخير !
لا نريدها درسًا يوميًا ولا دروسًا طويلة مملة - فهذه لها فئة خاصة - بل قراءة
آية مع شرح موجز لها .
أو قراءة حديث مع توجيه لطيف .
أو إشارة إلى خلق رفيع مع الترغيب فيه .
أو تبيين لخطأ شائع ليتجنبه المسلم .
أو تنفير من معصية ربما يرتدع عنها عازم عليها ،
أليس في هذا الخير الكثير !؟
فازدد إيمانًا بأثره - أيها الموفق - وأقبل على هذا العمل بحماس وترتيب وتنظيم
له موقنًا بأثره وستراه بأمّ عينيك بإذن الله تعالى .
🔶
المجال الثالث في مسؤولية الإمام :
المجال الإجتماعي في الحي .
وذلك بالعمل على نفع أهل الحي وتتبع حوائجهم ، والعمل على زيادة الألفة بينهم .
وهذا يفعله كثير من الأئمة الموفقين ، فيجعل لأهل الحي جلسة دورية أسبوعية او
نصف شهرية ، ويعمل مع أهل الحي على جمع الكلفة وتقوية أواصر الأخوة والعمل على
سد احتاجات الفقراء وغيرها من أعمال البر .
هذه كلمات مختصرة لعل الله أن ينفع بها ، أردت بها الخير لأمتنا ، والله الهادي
إلى سواء السبيل .
انظر ( الرسالة الأولى للخطباء )
🌱
🌱
أيها الخطباء .. منابركم أمانة