|
1- في النوازل : ( يُكثر العبدُ من صلاة النافلة )
✍️ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمرٌ فزِع إلى الصلاة .
والصلاةُ تجمع كثيرا من العبوديات ، ففيها :
عبادة القيام بين يدي الله ، وعبادة الخشوع والتذلل والإفتقار بين يديه ،
وفيها عبادة تلاوة القرآن ، والتسبيح ، والدعاء ..
فاجتهد في الإكثار منها ، فأثرها عظيم على النفس ، وفيها دفع كلِّ شرَّ .
2- في النوازل : ( نُجددّ التوبة ، ونُكثر من الإنابة )
✍️ فالله يبتلي العبادَ بالمِحن والشدائد ( رحمة بهم ليُنيبوا ، ويعودوا ،
ويستغفروه ) والتوبة مطلوبة من العبد في كلِّ وقت وآن ، وتشتدُّ الحاجة
إليه في وقت النوازل ، والبعض يظنّ أنّ التوبة للعاصين فقط ( ومع أنّهم
أولى النّاس بها ) إلا أنّها مطلوبة من الجميع ، فأعظم العابدين الصادقين
محمد صلى الله عليه وسلم " يتوب في اليوم أكثر من سبعين مرة "
فكم يحتاج من دونه لها في كلِّ يوم !؟
3- في النوازل : ( نُكثر من الإستغفار )
✍️ فالإستغفار به تزول الشرور ، وآثار الذنوب .
والعبدُ لا ينفك من الخطيئة ، وعلاجها كثرة الإستغفار ، وفي الأثر :
" يقولُ إبليس : أهلكتُ بني آدم بالذنوب ، وأهلكوني بالإستغفار "
وأنفع الإستغفار : ما كان فيه العزيمة على التخلص من الذنب ، والندم على
كلِّ خطيئة ، والعزم على عدم العودة ، والإقبال على الطاعات .
4- في النوازل : ( تزدادُ صلةُ المؤمنِ بكتاب ربه )
✍️ فالقرآن ملاذ المؤمنين ، وملجأ المتقين ، به تطمئن القلوبُ ، وترتاح
النفوس ، وهو الشفاء لكل داء ، ومنها : داء الخوف والقلق ، فما نزل بالعبد
ضُرّ فعالجه بمثل القرآن .
من يقرأُ القرآن سيجد أنّ الله كتب مقادير الخلق فلن يتغيّرُ شيئ ممّا قضاه
، فيطمئنّ قلبُه ، ويؤمنُ أنّ كل قضاء يقضيه اللهُ لعبده فهو خيرٌ له .
وأنّ الأمور - في الغالب - ليس كما يظنّ المرء ، فعسى ما تكرهه النفوس
يكونُ فيه الخير الكثير .. بمثل هذه الأصول لتالي القرآن تزولُ المخاوف ،
وتحلّ الطمأنينة .
5- في النوازل : ( أكثر من ذكر الله )
✍️ ففي الذكر نزول السكينة ، وغشيان الطمأنينة ، وزوال كلِّ مخوِّف .
اجتمع الكفّار على النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه ، وأرجف المرجفون في المدينة تخويفاً لهم
، وقالوا لهم :
" ...إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ ..
فكان جواب المؤمنين " حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "
فبذكر الله مع حضور القلب تتنزّل الرحمات ، وتنقشع الغموم ، وتعظم أجور
العاملين .
لنتعوّد على أذكار الصباح والمساء .
لدينا فراغ كبير لنقول " سبحان الله وبحمده " مئة مرة ، فأين من يقولها كل
مساء وصباح ؟ نحتاج نستغفر الله كثيراً ، فما نصيب الاستغفار من دقائق يومك
وليلك ؟ نستطيع أن نقول " لا حول ولا قوة إلا بالله " مئة مرة ، فهي كنز من
كنوز الجنّة ، متى آخر مرة قلتها ؟ وقل مثل ذلك في بقية الأذكار ، فعلينا
أن نغيّر من حالنا في هذه العبادة ، ولنهتم بها كثيراً .
وأحضر قلبك عند الذكر ، وانظر بعدها للأثر .
6- في النوازل : ( يجبُ الصدور عن العلماء )
✍️ فاللهُ جعل العلماء منارات يُهتدى بهم في الظلمات ، وأنوارٌ يُستضاء بهم
في الملمات ، فحقٌ على الأمّة أن تجعلهم المرجع عند كلِّ حادثة ، وتصدر
منهم عند كلِّ نازلة .
فالعلماء نظرتهم ليست آنية ، بل يقيسون الأمور ويحسبونها ويقدرونها القدر
المناسب لها .
وقد أنار الله بصائرهم بعلم كتابه وسنّة نبيه عليه الصلاة ، وكلما كان صدور
العامّة عن آراء العلماء كلما سلموا في الحال والمآل .
📚 سلسلة عبادات في النوازل ..
7- في النوازل : ( علّق قلبك في الله )
✍️ في الغالب القلوب ضعيفة تتعلّق بالماديات والمحسوسات ، وتميل إلى الحاضر
الموجود من الآدميين ونحوهم .
ولكنّ قلب المؤمن قد عرف عظمة ربه ، وقدرة مولاه ، فعلّق قلبَه به ، لِم
نلتفت للمخلوقين ، ولِم نُنزل حاجتنا بعبد ضعيف مثلنا ، فيا طالب الفرج
علّق قلبك بالقوي المتين ، فإنّه على كلِّ شيء قدير .
في النوازل تضطرب الأفئدة ، وتتزلل القلوب ، ولكنّ المؤمن يثبتُ ثبات
الجبال الرواسي ، فإنّ له في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ، ففي أحداث حياته كلها
كان قلبُه متعلقاً بالله .
وكن على يقين أنّ القلب إذا تعلّق بربه جاءه الفرج ، فمن تعلّق بالله فإنّه
إنّما يأوي إلى ركن شديد .
8- في النوازل : ( كن رحيماً بالمستضعفين )
✍️ فإنّما تُنصر الأمّة بالمستضعفين ، فعندهم تتنزّل الرحمات ، جعلهم النبي
صلى الله عليه وسلم سبباً للنصر ، فقال :
" ابغوني في ضعفائكم ، فإنما ترزقون - أو تنصرون - بضعفائكم " رواه أبو
داود .
فبمثل هؤلاء - الذين ربما لا يُؤبه بهم - يتنزّل الرزق والخير ، ويُستدفعُ
الشر والمكروه .
فاحرص على العناية بهم ، ورحمتهم وإعانتهم ، فالراحمون يرحمهم الرحمن ،
والجزاء من جنس العمل .
9- في النوازل : ( أحسن الظنّ بالله )
✍️ فلن تهلك الأمَّة بجائحة عامة ، قضاءٌ قد قضاه اللهُ لهذه الأمّة
المرحومة ، ورحمةٌ منه عليهم مكتوبة .
فأحسن الظنّ بالله ..
سيزول المكروه .
وتنقشع الغمّة .
وتزول الكربة .
ستعودُ الحياة إلى طبيعتها .
سيجتمع الأهل ، وستمتدّ الأفراح ، وترتفع الأتراح .
أحسن الظنّ بالله " فالله عند حسن ظنّ عبده به "
فظنّ بربك خيراً ، وأمّل معروفه وإحسانه ، وثق بفضله ورحمته .
لن تطول أي غمّة ، فالله رحمته غلبت غضبه ، وعافيته أوسع من عذابه .
10- في النوازل : ( أكثر من الدعاء )
فلا شيء أكرم على الله من الدعاء ، ولا أحد أرحم بالخلق من الخالق ، ولا
يقدر رفع الضرّ إلا هو ، ولا يكشف المكروب سواه .
تنزل الكوارث في الأرض ليتيّقظ العباد ، وليتنبّه الغافلون ، وليقلّ التعلق
بالدنيا ، وليوقن العباد بحاجتهم لربهم .
فإذا أراد العباد كشف الضُرّ عنهم ، وإزالة المكروه ، فليكثروا من الدعاء ،
وليصدقوا فيه ، فالله أكرم من أن يرد يدي عبده صفراً إذا رفعها إليه .
ولا يهلكُ على الله إلا هالك .
✍️ أخيراً : في النوازل : ( لا تكن مُرجفاً في مجتمعك )
🌱 فالشائعات تكثر في النوازل ، وتنتشر الأقاويل التي لا خِطام لها ولا
سائق ، فجديرٌ بالعاقل أن يكون حذراً من نقل كلِّ شائعة ، متثبتاً عند كلِّ
نقل .
فإذا جاءك خبر فانظر لصحته أولاً ، فإذا تبيّن لك صحته ، فانظر إلى الجدوى
من نقله ، ثمّ انظر لمن تنقله .
ويتأكد هذا الأمر مع وسائل التواصل التي تنقل الأخبار ، فلا يكاد خبرٌ ينزل
إلا وينتشر في الآفاق .
فتبيّن وتثبّت وكن فرداً مطمئناً لمجتمعك لا مرجفاً له .
اللهم احفظنا من كلِّ بلاء ، وادفع عنّا كلَّ شر .
اللهم أنزلنا بك حوائجنا فاقضها ، واستودعناك أنفسنا وأهلينا وبلادنا وولاة
أمورنا فاحفظنا جميعاً يارحمن .
توكلنا عليك فأنت نعم المولى ونعم الوكيل .
كتبه /
عادل بن عبدالعزيز المحلاوي
فجر الجمعة ١٤٤١/٨/١٧ هجري