|
هناك هجمة شعواء من القنوات السيئة لم تحارب بالشكل المطلوب من الدول والحكومات
الإسلامية من أجل حفظ ديننا وأمننا ، فاقتحمت البيوت ، وزلزلت القيم ، وهدمت
البناء ، وأعاقت الإيمان ، وسحقت الفكر ، فهي هجمة نوعية تنتج آلاف الضحايا ممن
ماتت عقائدهم ومبادئهم ودفنت أخلاقهم حتى صاروا أجساداً بلا أرواح ، فتجاوزت
الرذيلة ، وتخطت كل الحدود ، وكشرت عن أنيابها على أبناء المسلمين ، وانتشرت
انتشار النار في الهشيم في مجتمعاتنا ، فأحسن الله عزاءنا في دور تأثرت واقتنعت
بإملاءاتها؟
بالأمس القريب ، كنا نستغرب من وجود طبق فضائي على أي بيت في المدينة أو الحي ،
واليوم نجد بأن أغلب البيوت وجدت فيها مثل هذه الأطباق الفضائية ، والمتأمل في
هذا العصر يجد بأن فئاما من البشر ، تساهلوا في وجود القنوات الفضائية السيئة
في بيوتهم ، سواء كان ذلك بالقناعة المطلقة ، أو بحجة متابعة القنوات الإخبارية
والبرامج الشعبية ، أو متابعة قناة إسلامية من بين هذه القنوات ، أو بسبب ضغطا
قويا من أفراد الأسرة ، فكان ذلك مقدمة للانحراف العقدي والانحراف السلوكي
والانحراف الفكري 00
هناك قنوات تقدم رؤية إسلامية واضحة للمجتمع ، وتعتبر أنموذجا فريدا بين هذا
الكم الهائل من القنوات السيئة وتعتبر بديلا قويا في مزاحمة هذه القنوات ، لكن
الذي يدمي القلب ، ويحزن النفس هو تساهل الناس في ترك الحبل على الغارب في
البيوت من القنوات التي فيها الخير والشر !
هل يعلم الراعي في أسرته بأن من ضمن هذه القنوات المفتوحة قنوات تدعوا إلى
التنصير بطرق مباشرة وطرق غير مباشرة كأفلام الكرتون مثلا ؟ هل سمعوا بقصص
اللواط والزنا التي تحدث في بعض البيوت بسبب ثوران الشهوة من هذه القنوات ؟ هل
يدركون آثار بعض القنوات في تمييع قواعد الدين الإسلامي وثوابته وخصوصا على
الجيل الذي لا يملك الوعي والتمييز بين الحق والباطل ؟ هل يعون بجرم وخطورة
المسلسلات المنسوخة والمدبلجة من الغرب في تغيير قناعات وأفكار أسرهم ؟
هناك قنوات حمراء لها جماهير غفيرة تظهر في ثياب الإصلاح وهي أشد حقدا ، وتتمتم
بأخبار متنوعة بين طياتها الفتن التي تزرع العداوة بين أهل الإسلام ، وبعضها
يشعل فتيل الفرقة بين الأمم والشعوب المسلمة ، وهويتنا الإسلامية ومبادئنا
وقيمنا تفرض علينا الوقوف أمام هذا التيار المفسد ومقاومته من خلال تحصين
أنفسنا وأبنائنا و مجتمعنا بالتربية الإسلامية والتمسك بالأخلاق الحميدة وتقوية
الوازع الديني لمقاومة وإنكار ظواهر هذا الغزو ، وعلى الرغم من صعوبة منع هذا
السيل المتدفق من هذه الوسائل إلا أن علينا التركيز على التربية والتحصين
الذاتي فمداخل القنوات الفضائية السيئة متعددة ،والعمل على إغلاقها أمر محال ،
ومع ذلك ينبغي أن يكون هناك دورا بارزا في تأسيس الجانب التربوي لأجيالنا ،
وتعميق الوازع الديني الذي يعتبر هو الأبقى والآمن مهما تغيرت الظروف ..
أخيرا ..
أرجوا من حكومات الدول العربية والإسلامية أن يلتفتوا إلى شعوبهم التفاتة
المشفق الناصح ، وأن يجففوا منابع أي قناة تسهم في جرح الدين الإسلامي أو
تمزيقه أوتفكيكه بوسائلهم المختلفة المدروسة ، وأن ييسروا السبل لقادة الفكر
المخلصين بأن ينشئوا القنوات القادرة على مواجهة هذا الغزو الخطير..
الخميس 16\10\1429هـ
بريدة Assy_2005@hotmail.com