مرحى ومرحى للنِّظام جديدُ !..
عصرٌ تبدَّى للعَيَانِ بقِسْطِهِ !..
والمجلسُ الدُّوليُّ يا لَرَشادِهِ !..
كلُّ الشُّعوبِ تَآلفٌ وتودُّدٌ !..
والسِّلمُ خيَّمَ والسَّلامُ مُرَفْرِفٌ !..
وعلى الغُصُونِ بلابلٌ تشدو هَوىً !..
كلُّ الحقوقِ لأهلها قد أُرجعَتْ !..
والعدلُ يَنْشُرُ في البسيطةِ ظِلَّهُ !..
كلا ولا إرهابَ فوقَ رُبوعِها !..
كلا وليسَ الظُّلمُ فيها مُحْدِقاً !..
هذا وقد رُفِعَ الحصارُ وأُرسلت!..
ما عاد للتَّمييز فيها مشهدٌ !..
ومذابحُ الهوتو*فلا تُصغُوا لها !..
وفظائعُ الغاراتِ كِذْبَةُ حانقٍ !..
فصحوتُ من نومي على وقعِ الوغى
حتَّى المنامَ تصيَّدوا وترصَّدوا
فَهُنَا ..هُنَاكَ.. بيوتُهم.. وقراهُمُ ..
والنَّارُ تأكلُ كلَّ ما يبدو لها ..
إبليسُ يرقصُ ،واليهودُ بنشوةٍ ..
والأرضُ ممَّـا شاهدَتْـهُ بلاقِعٌ *..

أمنٌ بدا للعالمينَ سَرابُهُ ..
عادَ الصَّليبُ بحملةٍ همجيَّةٍ
ما عادَ للأرواحِ فيها قيمةٌ
والمجلسُ الأُمميُّ أُبعدَ وانْزَوَى
ما عادَ ينفعنا القرارُ بمجلسٍ
قاضِ القُضَاةِ مُهَرِّجٌ وممثلٌ
ما قالَ قَالوا والقرارُ مُبَرْمَجٌ
والمكـرُ فيـما دبَّـرُوهُ مُـزَلزِلٌ

سَقَطَ القِنَاعُ تَكَشَّفَتْ سَوءاتُهُم
وبَدتْ لأمَّتِنا الحقيقةُ كلُّها
فالبعدُ عن نَهْجِ الحكيم مُرادهُ
والكيدَ للدِّين الحنيفِ وصَحوةٍ
للَّـهِ قامت ،للعظيمِ تطلَّعتْ
نَفَسَ الكرامَةِ همُّهُمُ أن يُخْمِدُوا
ما خابَ من نَصَرَ الإلهَ فوعدُهُ
ونرى بأقصـانـا البشـائرَ كُلَّها

عصرُ التَّعولمِ مُشْرقٌ وسعيدُ !..
حُكْمُ العَدَالةِ في الورى مَشْهودُ !..
كلُّ البلادِ أمانُها محمودُ !..
سادَ الوئامُ وحُقِّقَ المقصودُ !..
أفُقُ السَّماءِ تألُّقٌ ونشيدُ !..
لحناً تُدندنُ والفَضَا تغريدُ !..
هذي المحافلُ للحقوقِ تُعيدُ !..
لا جَوْرَ يُشْهَدُ لا ولا تَهْديدُ !..
يا للصَّفَاءِ وما بها تَقْييدُ !..
أبداً ولا التَّجويعُ والتَّشريدُ !..
بين القذائفِ كسرَةٌ وقديدُ !..
دوربانُ*صدَّقَ والوفودُ شهودُ !..
ومجازرُ البُشناقِ*والتَّصعيدُ !..
ومحاكمُ التَّفتيشِ والتَّعميدُ !..
حُلُمُ السَّعادَةِ قد رمَاه حَقُودُ
فالقاذفاتُ يروقُها التَّسديدُ
والآمنونَ ديارُهم أُخْدُودُ ..
والقصفُ باغٍ والرَّدى ممدودُ ..
والشَّرُّ أَسْودُ ،والورى مشدودُ ..
حِمَمُ القذائـفِ للأنـامِ بَـريـدُ

فيها يقودُ زمامَهُم نمرودُ ..
حصدُ الألوفِ بغارةٍ ترشيدُ
وصدى المحافلِ ما بِهِ تَنديدُ
ما عادَ يُسعِفُ مِصْقَعٌ*ورَشيدُ
كوفي عنانَ محلُّهُ مفقودِ
وشهودُهُ الثَّالوثُ والتَّلمودُ
والغربُ للبيتِ الشَّهيرِ عَقيدُ*
للـعالمـين ، قلوبُـهم جُلـمودُ*

وبَدا الخداعُ بلى وذَابَ جليدُ
ما عادَ ينفعُ صَمتُنا ويُفيدُ
والصَّدَّ عن هَدي الإلهِ يُريدُ
للحقِّ تعنو قَصدُها التَّوحيدُ
للحيِّ ترجو و الجِبَاهُ سُجُودُ
خَسِئُوا وخَابُوا فالزَّمانُ شَهيدُ
في محكَمِ التَّنْـزيلِ سوفَ يَسُودُ
هـذا وربِّـي حلمُنا المَنشـودُ .