المُلتصق ( قصص قصيرة جدا )

حسين بن رشود العفنان
@huseenafnan

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

(1)
المُلتصق
:::
ـ أماه ، (لطفي) ضربني وأخذ كرتي الجديدة وأعطاها (سعيدا)!
ـ أماه ، (لطفي) قرر أن يحرمني من جوالي أسبوعا آخرَ ، أريد أن ألعب !
ـ أماه ، (لطفي) يطالبني بدروسي ونحن في إجازة !
ـ أماه ، (لطفي) ضربني ضربا مُوجعا لأنه شمَّ في البيت رائحة دخان !
ـ أماه ، (لطفي) يريدني أن أسامحه وأن ألعب معه بالقوة!
ـ .......
انقطع صوته لم يعد يبثّ شكواه ، فقد أصيب بوسواس قاهر وجنون ظاهر !

(2)
حَنِين
***
أَخَذَهَم بحضنِه ، واحتفى بهم احتفاء لَفَتَ الأنظار ، فهو لا ينزل إلى الأطفال ولا يتحمل حَرَكَاتهم ولا سَكَنَاتهم ، لكنه علم أنّ أطفاله الرّاحلين أحبّوهم وقَضُّوا معهم وقتا ضاحكا.

(3)
سِحر
***
وقور حليم حكيم حتى ركب سيارته ، فقَلَبَ كلَّ خلق ولين وإيثار!

(4)
نمو
***
دُعِيَ إلى منزله ، فقد تقوَّتْ علاقتهما ، تعرّف على دقائق حياته ، تعجَّب من عظمة الله وفضله كيف يَسْكُبُ النعم على عباده دون حساب ، لكنّ عاطفتَه اختلت ، فنما حسده فوق كلِّ شيء.

(5)
موطن
***
لم يذق مُرَّ الفقر يوما ، فقد ولد في حضن الذهب ، ونبتَ بين خَفْض وتنعم..

لكنه بَسَطَ في قلبه ـ منذ طلوعه ـ أرضا للفقراء وموطنا!

(6)
بِرّ
***
قرر أن يبرَّ بأمه ، فصار يزورها في اليوم خمس مرات ، حتى في وقت راحتها ، ويكتم أنفاسها في حديث متتابع عن نفسه ، ويحاسبها على أفعال مشى فيهنّ زمن طويل : لماذا تزوج منّا فلان ؟ لماذا رضيتي أن تبتعث فلانة ؟

(7)
حسرة
***

عرف عنه زهده بالحياة ونسائها..
لمح جميلة في التلفاز
بعد أن وخطه الضعف
وخَلَدت صِحته إلى الأرض
وشاهد أجمل منها في مواقع التواصل
وأخذتْهُ التقنية
وصرخ : ليتني كنت شابا!

(8)
نفاق
***
يظنون أن كثرة قصائده المجلجلة في مديره بسبب عرفان بفضله ومحبته وأمانته قد وَقَرَ في قلبه ، ولا يعلمون بأنه قَضَّى عمرا في غيبته وبهتانه والهروب منه ومن مجاورته ومصاهرته !