يا بابا شيلني

همام محمد الجرف

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى عبد الباسط ذلك الطفل الذي فتك به المعتدون ومثله كثر في سوريا الجريحة , تولاهم الله برحمته ..... كتبت :

ماذنب عبد الباسط يصرُخ هَلِعاً مُضرَّجاً بالأسى وبالدماء
"يابابا شيلني" عبارةٌ قالها فَزِعاً وقد رأى ساقيه بين الأشلاء
فسجِّل أيها التاريخ يوم الخزي يوم كنا كُثُراً ولكنَّا من التعساء
فياويح الناس ترى الدموع في عيون أطفالنا فمعذرة من كل النساء
حملن الوهن ووضَعْنَه وَهْناً أفلايستحقون فرحاً بعد طول عناء
فما بالهم يرون ماحملوا وما وضعوا مقطَّع َالأوصالِ بدرب فناء
فصبرا أمَّاه ويا أبي على فقد الأحبة فعساهم عند الله من السعداء
ياويلنا كم تكالبت علينا الحشود معاشر أمتي فبتنا كمحضِ غثاء
شياطينٌ تلهو وتعبث بموتنا وترقص فرحَا ًوتطرب بصوت بكاء
وقاتلنا يسعد بلون العندم وبعد القتل كالذئب لديه حفلُ عِواء
تبَّت يداه ذلك العربيد البغيُّ فالدم يسكِره ويهيِجُ برائحة الشواء
جثث تتفحم بحقدهم ولظىً فيارب تقبل موتانا من الشهداء
لاعاش خصمك ياصغيري فالله مفرج الكرب بعد طول بلاء
فالأيامى والثكالى لاحول لهم إلاَّ برب العرش رب الأرض والسماء
فقد طلبن منه العون ولا بد ناصرَهم فالمظلوم بين يدي أرحم الرحماء
من لايرضى بالظلم وإن أمهل ظالما فلابد واقع فذلك حتمُ القضاء
وإن أصابنا الوهن فلنعلم أن مابيننا من الله ناجعَ الأدواء
فالاعتصام بحبل الله جميعا فيه نجاتنا وسيزول به مابنا وكلَّ شقاء
فدوام الحال من المحال وعند الله رضوان وللجرح نعمَ شفاء
ولعل الله يجمعنا في مستقر رحمته ويكون في الجنة طيبُ لقاء

وكتبه
همام محمد الجرف
‏الجمعة, ‏21 ‏جمادى الأولى, ‏1438