العاملة في القطاع الطبي ، أين حقها منكم يا أهل الخير ؟!

طبيبة سعودية

 
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد الهادي الأمين

أكتب سطوري هذه بعد فترة ليست بالقصيرة من متابعاتٍ لما يكتب في أورقة الانترنت وبعض المنتديات بنداءات حارة تصب في طلب الالتزام بالفصل وعدم الاختلاط في كليات الطب والقطاعات العملية الميدانية ، ولاشك أن مثل هذه الدعوات أمرٌ محمود ومثل هذا السعي مطلوب ، ولكن - وأقول وبالله بالتوفيق – عتاب ٌ يحمله قلمي المتواضع نيابة عني وعن عددٍ من صويحباتي وزميلاتي في المهنة نفسها ...عتابٌ أوجهه لأهل الخير ، من أطباء وطلبة طب وعلماء وطلاب علمٍ شرعي، عتاب ٌ يحمل نزفاً سببته أقلامكم ( اسمحوا لي ! ) بل سيوفكم ، وأنتم تكتبون المقال تلو الآخر ، وتتعدد الأساليب !! حتى أننا في كل مرة نتألم وتعتصرنا الدموع ، وقاربنا أن نتلبس قول الشاعر (مالجرح بميت إيلام ) والجروح لا أقصد بها الحوادث التي تتطرقون لها في مقالاتكم بل أقصد مقالاتكم التي اعتدنا سيوفها حتى ما عدنا نتابعها...

أذكر مرة ً بعد إحدى المقالات النارية التي قرأتها مساءاً ، التقيت زميلتي صباح اليوم التالي وأخبرتها بفحواها ، ولن تتخيلوا مدى الحسرة والألم الذي التقت أعيننا معاً في عمقه ونحن نتساءل ! أهكذا حقاً يكون الاصلاح ؟

إخوتي في الله ...

المطلب السامي الذي تسعون له نشارككم إياه بل ونسبقكم في خطواته ، ولكن أرجوكم ، أن تراعوا الله جل وعلا فيما تكتبون .
أن تراقبوه في عناوين مقالاتكم ، فتتركون ما قد يفهم بعضه ولا يفهم كله ، أو أن يكون في حروفه ريبة تنتهي بالشك في أختٍ لكم تعمل في القطاع الطبي .
لا نعترض على طرح القضية ! ودراستها وإصلاح ما يتطلبه الأمر ، ولكننا نعترض أن نكون أداة في أيديكم نستغل كيفما تريدون ...

فأن يكون عنوان المقالة (( طلاب طب .. يفعلون الفاحشة.. بطالبة طب )) بربكم أهذا عنوان !!؟ عندما قرأته تخيلت أن الحادثة قد حصلت في طرقات المستشفى أو في غرفة من غرفها ؟ والنص يوضح عندها أنهم قد اخذوها أو اختطفوها في منزل ما ،أليس في هذا تساؤل !! كيف خرجت الطالبة معهم ؟ وبالنهاية هي المخطئة معهم حالها حال من خرجت مع شاب في السوق !..

مكان الطرح:

هل المكان الصحيح هو المنتديات العامة والتي يقرؤها من يقرؤها وينتج عنها تهييج النفوس ، وإثارة الريبة والشك في كل مرتدية لهذا الرداء الأبيض ، حتى أننا نتساءل عن مصداقية بعض القصص الواردة في مقالاتكم ...!! سنين نعمل بجد والتزام وهدوء ولم نرَ ما تتحدثون عنه !!؟ سنين لم نتعرض بفضل الله ورحمته لما ورد في مقالاتكم ، ولا أتحدث عن نفسي خاصة بل عن عددٍ كبير ممن أعرفهم ، ونسأل الله أن يديم علينا ستره ورحمته وعافيته .

رسالة أخص بها الأطباء وصناع القرار:

أنتم أنتم !!.. أنتم من انتظرنا منكم حكمة في الطرح ، وتقديراً لحساسية الموقف ، وألا نؤخذ نحن الأبرياء الأطهار بذنب حالات فردية لا يجدر نشرها والحديث عنها ...

أنتم يا أطبائنا وأساتذتنا عاصرتم بدايات الكليات في أنحاء المملكة وتعلمون جيداً حجم الاحتياج وقلة الكادر السعودي حتى الآن في كافة التخصصات ..

أنتم أعلم أن ليس كل ما نريد نقاشه يطرح على طاولة الغداء .. فقد جعلتم لحومنا سائغة شهية للألسنة المنتظرة .. !! كلما أقرأ مقالاً من المقالات أشعر أني أسير في طرقات الكلية شبه عارية !!.. يا الله .. أهذا كله يحصل ؟ القريب والبعيد يرتاب في كل واحدة منا !!..

لم ندخل هذا المجال إلا حرصاً على ستر عورات المسلمات ، وقدوتنا في ذلك الصحابيات الكريمات رضوان الله عليهن ، لم ندخله لنزاحمكن مقاعد صنع القرار .. فلا تزاحمونا مقاعد الستر والكفاف .لم ندخله لكي نسابقكن الطرقات فاتركوا لنا جانب الطريق فقط لكي نحيا بعزة وكرامة ...

إني أطالبكم .. أن تلملموا شتات مقالاتكم ، وتلحفوا الموقف بثوب التآخي في الاسلام، اعملوا بجد للاصلاح ولا تجعلونا ضحية لهذا العمل ، هناك قنوات موثوقة خاصة لطرح كل ما تتفضلون به ، ونحن معكم نوقعها ونشارككم الرأي والطلبات ، لكن ليس من خلال الصحف وما شابهها .

اعقدوا الندوات الطبية والجلسات العلمية وتباحثوا في الأمر وستسمعون عندها أقوالنا .. أما ما يجري من تلميح وتشويش فلا أراه مما يؤمل نفعه ...

نحن أخواتكم .. فاكفونا شر الريبة والشك التي أوجدتها مقالاتكم ...

أنا لن أدخل في دائرة التعليق على بعض ما نشر .. ولن أتطرق إلى بعض الردود التي تزيدنا قناعة بأن لآثار هذا النوع من النشر ما لا تحمد عقباه .. ولن أقبل أن أنضم إلى هذه القائمة من أهل القيل والقال ونقل الكلام ...فهي أعراض وذمم .. وسيحاسب كل إنسان على ما يقوله صاحبه

أستودعكم الله جميعاً ...وأوصيكم ونفسي بتقوى الله في السر والعلن ..

** على الطريق :
إلى كل مسلمة تعمل في القطاع الطبي ، استعيني بالله واثبتي على الحق واصبري وصابري ... وكوني نبراس خير وهدى ...
إلى كل مسلم يعمل في القطاع الطبي .. اتق ِ الله في إخوانك وأخواتك .. وكن خير ناصح لهن .. وابدأ بمن حولك ..
إلى شيوخنا الكرام .. ألم يأن منكم التفاتة صادقة منصفة نحونا !...
إلى الجهات المعنية بالموضوع .. أين حفظكم لحقوقنا ..!!

والله المستعان وعليه التكلان ولاحول ولاقوة إلا بالله ...