اطبع هذه الصفحة


رسالة :: [•. لمن ابتلي بمعصية ويتوب منها ثم يعود اليها .•]

عيسى سالم سدحان
جامعة الامام محمد بن سعود


بسم الله الرحمن الرحيم
 


. إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعملنا وصلى الله على المبعوث رحمةً للعالمين وآله وسلم تسلماً كثيرا أما بعد

.اعلم ياأخي المسلم أن الله تعالى يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات قال تعالى (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ )

.فعليك ألاتقنط من رحمة ربك فإنه لايقنط من رحمة ربه إلا القوم الضالون قال الله تعالى: (قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ ) والله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده بنهار ليتوب مسئ الليل روى مسلم في صحيحة عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل..)

.فعليك أن ترجع لربك ولاتستمر في عصيانك لأن الله تعالى عذابه أليم قال تعالى (وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ ) ولاتستهين بمعصية مهما صغرة فإنّ إمرأةً دخلت النار في هرة حبستها حتى ماتت جوعاً وعطشاً روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض) وعذب رجلان في قبريهما بسبب الذنوب أحدهما كان لايستتر من بوله والأخر كان يمشي بالنميمة روى البخاري و مسلم عن بن عباس رضي الله عنه ، قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال: (إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، ثم قال: بلى، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستنزه من البول )

.اذاً لابد أن تكون على حذر من مغبةِ المعاصي وأيضاً لاتقنط من رحمة ربك و من تاب وصدق مع ربه ولجأ إليه قبله وعفى عنه وتاب عليه روى الترمذي عن أنس بن مالك قال: سمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تبارك وتعالى: ( يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي)

.ولاكن ماذا لو كنت تتوب ثم تعود لذنب عليك أن تعلم أنك اذا تبت توبةً صادقةً بشروطها الإخلاص والندم والعزم على ألا تعود فإن توبتك صحيحه ولو تكرر الذنب روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه -تبارك وتعالى، قال: (أذنب عبد ذنبًا، فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال الله -تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا، فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أيْ رب، اغفر لي ذنبي، فقال -تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا، فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أيْ رب، اغفر لي ذنبي، فقال -تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا، فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، قد غفرت لعبدي، فليفعل ما شاء)

.ولاكن عليك أن تحذر فما الكل يوفق للتوبة لأن الله تعالى يختص برحمة من يشاء قال تعالى (يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)

.فكم من إنسان حيل بينه وبين التوبة قال تعالى (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)

.وكم من إنسان زاغ قلبه بسبب عصيانه عياذا بالله من ذلك قال تعالى (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ.)

.ثم إعلم أن المعصية لها أسباب تقود إليها فعليك أن تحذر منها وقد جاءت الشريعة بسد طرق المعاصي وأسبابها لما كان الزنا فاحشة وساء سبيلا نهى الله تعالى عن قربانه وكل ما يدعوا إليه قال تعالى (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ) فنهى الله تعالى عن دواعي الزنا التي تقود اليه ولما كان الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر وسيلة لشربه أو الرضاء به نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك روى الامام أحمد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر) ولما كان الاشارة للمسلم بسلاح قد يوقع في قتله نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار)

.والمقصود أن الوجب عليك أن تحذر من أسباب المعصية وتبتعد عنها فإن كان الذي يقودك إليها صديق سوء فتركه وبتعد عنه وإن كان نظر محرم فغض بصرك وصرفه وان كان موقع من مواقع التواصل الإجتماعي فلا تدخله ولا تأتيه ومن جاهد نفسه لله فأن الله يوفقه ويهديه قال تعالى (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ )

. ومع هذا كله فعليك أن تلجأ لربك وتدعوه أن يقيك شر نفسك قال تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ) ولاتعتمد على نفسك فإنك بشر ضعيف قال تعالى (وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا)

.والله الموفق والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم


 

رسائل دعوية

  • رسائل دعوية
  • معا على طريق الجنة
  • الصفحة الرئيسية