أخي الحبيب : عند البحث في أسباب الخشوع في الصلاة يتبين أنها تنقسم إلى
قسمين :
الأول:
جلب ما يوجد الخشوع ويقويه ويكون بأمور منها :
(1) الاستعداد للصلاة والتهيؤ لها . والإتيان
إليها مبكراً .
(2) الطمأنينة في الصلاة :
( كان النبي صلى الله عليه وسلم يطمئن حتى يرجع كل عظم إلى موضعه ) صححه
الألباني
(3) تذكر الموت في الصلاة :
لقوله صلى الله عليه وسلم ((اذكر الموت في صلاتك ،فإن الرجل إذا ذكر الموت في
صلاته لحري أن يحسن صلاته ،وصل صلاة رجل لا يظن أنه يصلي غيرها )) السلسلة
الصحيحة للألباني
(4) تدبر الآيات المقروءة وبقية أذكار الصلاة
والتفاعل معها والتنويع فيها .
فيقول في الركوع ( سبوح قدوس رب الملائكة والروح ) وفي السجود ( سبحانك اللهم
ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ) و بين السجدتين ( اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني
وارفعني واهدني وعافني وارزقني )وغير ذلك …
(5) أن يقطع قراءته آية آية:
(كان الرسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته آية آية ) رواه أبو داود
وصححه الألباني في الإرواء
(6) ترتيل القراءة وتحسين الصوت بها :
قال تعالى (( ورتل القرآن ترتيلاً )).( وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ بالسورة
فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها ) رواه مسلم
(7) أن يعلم أن الله يجيبه في صلاته .
جاء في الحديث (هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ) رواه مسلم
(8) الصلاة إلى سترة والدنو منها :
قال صلى الله عليه وسلم ( إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها لا يقطع الشيطان
عليه صلاته ) رواه أبو داود وهو في صحيح الجامع
(9) النظر إلى موضع السجود .
لما ورد عن عائشة (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلي طأطأ رأسه ورمى
ببصره نحو الأرض ) رواه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي وقال
الألباني هو كما قالا .إرواء الغليل
(10) وضع اليمنى على اليسرى على الصدر :
قال ابن حجر : قال العلماء : الحكمة في هذه الهيئة أنها صفة السائل الذليل
وهو أمنع من العبث وأقرب إلى الخشوع . فتح الباري 2/224
(11) تحريك السبابة :
قال صلى الله عليه وسلم : ( لهي أشد على الشيطان من الحديد ) رواه أحمد بسند
حسن
(12) الاستعاذة بالله من الشيطان :
عن أبي العاص رضي الله عنه قال يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين
صلاتي وقراءتي يلبسها علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ذاك شيطان
يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثاً)
قال :ففعلت ذلك فأذهبه الله عني . رواه مسلم
(13) معرفة مزايا الخشوع في الصلاة :
قال صلى الله عليه وسلم :( ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها
وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة ، وذلك
الدهر كله )رواه مسلم
(14) التأمل في حال السلف في صلاتهم .
كان ابن الزبير- رضي الله عنه - إذا قام في الصلاة كأنه عود من الخشوع .وكان
بعضهم إذا كان في الصلاة لا يعرف من على يمينه وشماله .وكان شيخ الإسلام ابن
تيمية –رحمه الله - إذا دخل في الصلاة ترتعد أعضاؤه حتى يميل يمنة ويسرة
(15) الاجتهاد بالدعاء في موضعه في الصلاة
وخصوصاً في السجود .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد
فأكثروا الدعاء ) رواه مسلم
الثاني :
دفع الموانع والشواغل التي تصرف عن الخشوع وتكدر صفوه . ومنها :
(16) أن لا يصلي وهو بحضرة طعام يشتهيه ,وأن لا
يصلي وهو حاقن أو حاقب :
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( لا صلاة بحضرة طعام ولا هو يدافعه
الأخبثان ) رواه مسلم
(17) ترك الالتفا ت في الصلاة :
لحديث أبي ذر ـ رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يزال الله
عز وجل مقبلا على العبد وهو في صلاته مالم يلتفت ، فإذا التفت انصرف عنه )
رواه أبو داود
والالتفات في الصلاة قسمان :
1- التفات القلب إلى غير الله . 2- التفات البصر . وكلاهما منهي عنه .
(18) عدم رفع البصر إلى السماء :
قال صلى الله عليه وسلم ( إذا كان أحدكم في الصلاة فلا يرفع بصره إلى السماء
أن يلتمع بصره ) رواه أحمد وهو في صحيح الجامع
(19) مجاهدة التثاؤب في الصلاة :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليكظم ما
استطاع فإن الشيطان يدخل ) رواه مسلم
(20) ترك السدل في الصلاة :
لما ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( نهى عن السدل في الصلاة وأن
يغطي الرجل فاه ) رواه أبو داود وهو في صحيح الجامع .
بتصرف من كتاب -33- سبباً للخشوع في الصلاة .لفضيلة
الشيخ/محمد بن صالح المنجد