الراسل "الداعي إلى الله على بصيرة ":-
ناصح آمين
المرسل إليه "المدعو إلى طريق الله ":- شبابنا
الذي أسرف على نفسه بالمعاصي والذنوب... وتأخر عن ركب التائبين.. نقول له شمر
لطاعة الله قبل الندم والبكاء...
عنوان المرسل إليه:- في أى مكان تجده يبحث فيه
عن السعادة..
هدف الرسالة:- لعلها تكون زاد لمن أضل الطريق
سبب الرسالة: هو قول رسول اله صلى الله عليه
وسلم:- ( لان يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ) وفى رواية ( مما
طلعت عليه الشمس ).
نص الرسالة: بسم الله الرحمن الرحيم
املأ أن يهدينا الهادي إلى سواء السبيل... الغافر على الزلات تقديرا
وتفصيل... احمده حمد عبد ضعيف يحمده حمدا جميل... ويشكره شكرا جزيل... ادعوه
دعاء من خضعت رقبته... وذل وجهه... ورغم انفه... وفاضت له عيناه... قائلا:-
اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون.
أما بعد آخى الحبيب:-
ابعث إليك بكلمات مليئة بالآلام... وحروف سطرته الأقلام... على أوراق
يتزاحم عليها النصيحة والكلام... فو الله لو دون المرء الأمور المهمة في
حياته... فسيجدها قائمة طويلة... لكنه حين يعمد إلى ترتيبها حسب قاعدة
الأولويات... فسيجد أن في رأس القائمة... بل إن شئت فقل في عنوانها ( أهله
وإخوته وأبنائه)... فهم أغلى على الإنسان من المال... ومن الراحة... ومن جميع
رغباته وشهواته... والدليل علة ذلك يا اخى انه حين يمرض احدهم مرضا مزعجا...
فانه يسهر ويسافر هنا وهناك ويدفع من أمواله ما يدفع... بل ربما اقترض من
اجله واستلف...
ولذا فقد وضعتك ضمن هؤلاء... فناديتك قائلا" يا اخى "... ولعل ما يثبت كلامي
هذا... هو كثرة كلماتي ورسالاتي لك... مع انى لا أعرفك ولا تعرفني... ولا
يربط بيننا الإ رابطة الأخوة في الدين... فلا تتعجب من كثرة تكراري لك كلمة "
يااخى "... فأنت أبى وآخى وصديقي أنيسي... والله انى أخاطبك صادقا غاية
الصدق... وأسدل لك قطرات النصح مخلصا غاية في الإخلاص... فأرجو أن لا تمل من
طول رسالتي... فإنها والله إشفاق قلب المؤمن الغيور... فاستمع إليها حفظك
الله ورعاك... وتاب عليك وهداك...
آخى الحبيب:- إن كل إنسان يعيش على ظهر هذه
الحياة... يبحث جاهدا عن السعادة... سواء أكان صالحا ام فاسدا... فلو سالت
احد أصحابك من الهائمين في سكرة الغفلات... السابحين في بحار النزوات... وقلت
له لماذا تفعل ما تفعل ؟... لأجابك بلسان الحال والمقال وقال لك:-
( ابحث عن السعادة التي تريح نفسي من الهم الذى أثقلها
)... ولكنه للأسف الشديد... قد أضل الطريق أثناء البحث... وليس هو
وحده بل لقد ضل الطريق الكثير من شبابنا.
فها هي حقيقة شبابنا:- المشاكل والآهات تفترسه
... انحراف وانجراف... فراغ قاتل... وفساد هائل... عشق وغرام تبرج وسفور...
عجب وتكبر وغرور... عقوق للوالدين... تبذير للأموال... تقليد للغرب... ضياع
لأهدافه الشخصية... سفر لبلاد الكفر والإباحة... كذب وغيبة وبذاءة لسان
وكلمات هابطات... مظاهر فارغة تافهات... أغان سقطات... أفلام آثمات... سهرات
فاضحات... قصص داعرات... فحش وصور وروايات... ملابس خليعات... عبارات
مثيرات... جلساء سوء وضحكات ساخرات... حركات مائعات فاجرات... تدخين ومخدرات
... مقابلات ومعاكسات ... تخنس وتشبه بالنساء فى السكون والحركات... بحث عن
الفتن والشهوات... هوس عقلي وجرى وراء أسوار الجنس والمجلات... وغير هذا
الكثير والكثير من الأوضاع المؤسفات المحزنات المخزيات...
آخى الحبيب:- أرجوك لا تزعجك صراحتي... " أليست
هي الحقيقة "...
آخى:- لنكن صريحين صراحة منضبطة بضوابط الشرع...
وواضحين مع أنفسنا وضوحا محاطا بسياج الحياء... فلعل كلامنا يكون خطوة على
مصعد التصحيح... ونقلة على مبنى الإصلاح...
آخى:- انه الألم الذي يعيشه الكثير من الشباب
وشتان بين الألم والأمل...
آخى:- لماذا تعيش حياتك كلها بالألم لا بالأمل
؟... ولماذا تخرج من وحل إلى وحل... ومن مستنقع إلى مستنقع ؟.. لماذا همتك في
اللهو مع الهابطين والهابطات ؟... ولماذا عقلك غريق في هذه المخالفات ؟
آخى الحبيب:- لماذا لا تفكر أن تكون اسما على
مسمى ؟... فأنت مثلا يا "مصطفى "... لماذا لاتصفوا ويصطفى قلبك فى سماء
الإيمان ؟... ولماذا لا تصفى عن جلسات السوء وسبل العصيان ؟... وعندها فقط
ستنال السعادة من الغفور الرحيم... وأنت يا"حنان" لماذا لا تكونين نبعا من
الطاعة لا يجف يا " حنان" ؟... وأنت يابراهيم " لماذا لا تكون مثل نبي الله
إبراهيم ؟... فلقد كان امة قانتا لله حنيفيا... وأنت يا"محمد"... لماذا لا
تفكر أن تحمد وترنوا بدينك في سماء الصالحين ؟.. وأنت يا" وفاء "... لماذا لا
تكونين مثل خليل الله إبراهيم ؟... وتوافين بكامل أحكام الدين ... فلقد قال
تعالى " وإبراهيم الذي وفى "... وأنت يا " راجا "... لماذا لا تكونين كما
يرجو الله ورسوله والدين ؟... وأنت يا "يمنى " ... لماذا لا تتمسكين بالطاعة
لتكونين يوم القيامة من أصحاب اليمين...
آخى الحبيب:- إن الشباب المتدين ليس كما يزعمه
الشباب... معقدين او متشددين وليسوا كما بظنه الناس " متزمتين "... لا...
ولكن الحقيقة أنهم يريدون أن يكونوا صالحين... لذا فهم يتشبهون بالصالحين...
وكما قال الشاعر:-
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم... إن التشبه بالرجال فلاح.
أخي :- إن الله يقول " ولا تنسى نصيبك من
الدنيا "... فلماذا أصبح نصيبك كله الدنيا ؟.
أخي:- إن للقبر ظلمات... وللحشر حسرات...
وللموت سكرات... وللحساب آهات... وللنار زفرات... فماذا أعدت لها ؟.
أخي:- إننا نستطيع أن نعيش كغيرنا من الشباب
التائه في ربا العصيان... بل إن شئت لا نترك أبواب الغفران... ولكن ماذا بعد
هذا ؟... هل سنجد السعادة ؟... لا والله لن نجدها... وستكون نهايتنا الحتمية
في هذه الدار... عذاب جهنم ويئس القرار.
أخي:- هل ترضى أن تكون من هؤلاء ؟... ام هل ترى
أن تكون هذه نهايتك ؟... بالطبع "لا"...
فكما قال القائل:-
لا، لا اخالك تفعل وبين... جنبيك اعتراف مقصر متندم.
فلانت أسمى من سفاهة نزوة... ولك المكانة بين تلك الأنجم.
ولانت اكبر من غواية فاسد... يرميك فى نزق فيدميك الدم.
فتسنموا عرش العفاف فانه... عزبه تحلو الحياة وتسلم.
أخي
في الله:- ها هو طريق السعادة الذي تبحث عنه ممهد بين يديك... مفروش
بالأزهار والورد والرياحين لك... واضح لصاحب الهمة والعزيمة... فطريق السعادة
يبدأ بإزالة أسباب الانحراف أولا كأصحاب السوء
وإتباع الهوى وغبرها من الأسباب... ثم بالتوبة الصادقة
ثانيا ثم بالعمل الصالح... ثالثا
ثم بالإيمان الذي يجلب السعادة... رابعا
فالإيمان كما يقول العلماء " هو حياة الروح وروح الحياة "... فالسعادة
الحقيقة ليست بالمال والجاه والشهرة والغي والتيه والضلال والانحراف والسهر
والسفر والطرب... إنما السعادة الحقيقة بالعمل الصالح والإيمان... وهذا ما
اخبرنا به تبارك وتعالى حيث قال:- " من عمل صالحا من ذكر او أنثى وهو مؤمن
فلنحينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون "...
أخي العاقل:- إننا نجد الشباب الذي ضل طريق
السعادة أصبح من الأشقياء... والسبب في ذلك انه استبدل طريق الرحمن بطريق
الشيطان... واستبدل طريق الغفران بطريق العصيان... فهيا بنا نفعل عكس ما
فعلوا حتى لا نكون أمثالهم... فالله عز وجل يقول:- " ومن اعرض عن ذكرى فان له
معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى "...
آخى العزيز:- والله إن الهوى يقسى القلب...
فكون مع الندم المحاولات... وكرر الاستغفار والتوبة... وحاول واصطبر و لا
تيأس ولا تتعجل النتائج... فان بعد هذه التوبة أثار ستجدها ولو بعد حين...
فيا أخي الحبيب:-
آما آن الرجوع إلى الصفوح... عن الزلات والفعل القبيح.
تبادره بقبح الفعل سرا... ولا تخشاه بالقول الصريح.
هداك إلى صراط مستقيم... وأنت ضللت عن هذا الصحيح.
أخي
الحبيب:- " الم يان للذين امنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من
الحق "... " يااخى "قل بلى والله قد آن... قل كفاني ذنوبا وعصيان... قلها
يااخى قبل فوات الأوان... فوالله إن الموت ياتى بغتة... والنفس تذهب فلته...
ففرغ قلبك من المنكرات... وسماع الغناء واسوا الجلسات... هيا بنا إلى المسجد
نؤدي الصلوات...
أخي:- إن قوافل التائبين ها هي أمام عينك
تسير... ودموع المنيبين تقبل... وباب التوبة مفتوح... ودعوة الله لك بالتوبة
على مر الأزمان تتلى بقوله:- " وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم
تفلحون "...
أخي:- ألا ترد أن تكون من التائبين الذين قال
عمر بن الخطاب فيهم:- " اجلسوا إلى التوابين فإنهم ارق الناس أفئدة "
أخي الحبيب:- اذا قويت عليك نفسك يوما ما فقل
لها...
كما قال القائل:-
يا نفس ويحك قد اتاكى هداكى... اجيبى فداعي الحق قد ناداكى.
كم قد دعيت إلى الرشاد فتعرضي... وأجبت داع الحق حين دعاكى
أخي الحبيب:- انتصر على نفسك الضعيفة... ولا
تستجيب لدعاة الرذيلة... وعد إلى وعيك... وتنبه قبل رمسك... وانهض إلى الصلاح
قبل أن يصبح اليوم امسك...
أخي:- ماذا تنتظر ؟... هيا سويا نبدل الانحراف
بالاستقامة... ونبدل السيئات بالحسنات... ونبدل الأغاني بالتسبيح... ونبدل
أشرطة الأغاني بالمحاضرات والقران... وجلسات السوء وشلة الفساد... بجلساء
المسجد وصالح العباد...
أخي الحبيب:- أوصيك باجتناب أصدقاء السوء فهي
أول خطوة من خطوات السعادة.. والله يقول " ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا
واتبع هواه وكان أمره فرطا "...
أخي الحبيب:- أسرع فتوضأ وصلى لله ركعتين...
أبكى على ذنوبك... وتقصيرك في حق ربك... واستمع إلى البشارة من الغفور الرحيم
حيث قال في كتابه الكريم:- " الإ من تاب وامن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل
الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما "...
أخي الحبيب:- او بعد هذه البشارة استرخاء عن
التوبة ياصديقى ؟...
أخي الحبيب:- امتثل بين يدي الله... اظهر له
الخضوع... هيىء له الخشوع... وانثر له الدموع... وردد قائلا:-" ياالهى،
ياالهى...
جاء بي حر ذنوبي... ساقني سوء مصيري... ساقني يارب تأنيب ضميري... أنهبت قلبي
سياط الخوف من يوم رهيب... آه. عيناى أن تبيض من فرط نحيبي... آه ... ياالهى.ما
أعظم حوبي... ياالهى ... أنا سافرت مع الشيطان فى كل الدروب... غير درب الحق
ما سافرت فيه... كان إبليس معي فى درب تيهي... يجتبيني وانا يالغبائى
اجتبيه... كان للشيطان من حولي جند خدعوني... ضيعوني... واذا ما فكرت فى
التوبة قالوا لي لا تتوب... ياالهى، قلوب... ياالهى ،... أنا ما فكرت فى يوم
الحساب... ياالهى.مني إبليس شاه للفساد مع الذئاب... ياالهى ... ياالهى.ت على
قتل حياتي ؟... ياالهى ... ياالهى. دائي ودوائي... ياالهى ... جئت كي أعلن
ذلي واعترافي... أنا ألغيت زوايا انحرافي... ياالهى.طهرى وعفافي... ياالهى
... أنا لن أمشى بعد اليوم فى درب الرذيلة... جرب الفجار كي يرضونني كل
وسيلة... دبروا إلى ألف حيلة...فليعدوا ياالهى لضلالي ما استطاعوا، فأمانيهم
بضلالي مستحيلة ".
أخي الحبيب:- ناجى الله وقل " ياالهى يا مجيب
الدعوات... يا مقيل العثرات... اعف عنى... فانا عاهدت عهد الصالحين أبناء
المؤمنات... أن تراني بين تسبيحي وصومي وصلاتي.
أخي الحبيب:- أعيب عليك تركك لسنة السواك...
واستبدالك لها بالسيجارة... التي هي سواك الشيطان...
أخي الحبيب:- أعيب عليك تركك لسماع القران...
واستبدالك له بسماع الغناء والألحان...
أخي الحبيب:- أعيب عليك تركك لمجالس العلم
والإيمان... واستبدالك لها بمجالس المنحرفين والكذب والبهتان...
أخي الحبيب:- أفق من عثرتك... واستيقظ من نومك
وغفلتك... فانا اعلم انك" أسد "...
أخي الحبيب:- فان الدنيا جيفة... والأسد كما
قال علماء الطبيعة...
لا يأكل من الجيفة... فإياك ثم إياك يااسد أن ينحدر بك المقام وتصبح وتمسى
لاهثا وراء الدنيا وجيفتها... فو الله ثم والله إنها كما قال احد السلف:-
حياتها عناء... ونعيمها ابتلاء... وحديدها يبلى... ونعيمها يفنى... وودها
ينقطع... وخيرها ينتزع... والناس فيها على ثلاثة أقسام... إما فى نعم
زائلة... وإما فى بلايا نازلة... وإما فى منايا قاضية...
أخي الحبيب:- يا ليت أهل الغفلة سمعوا نداء
الله حينما قال:- "يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وان الآخرة هي دار
القرار "...وبالتاهم سمعوا حينما قال:- " قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير
لمن اتقى ".
أخي الحبيب:- والله لو فكر اعل الغفلة والنعيم
والمتاع الزائل فى مصيرهم... لأعادوا النظر فى كثير من منطلقاتهم...
أخي الحبيب:- أوصيك بأهلك فأنى احسبهم من
الطيبين ولا نزكى على الله أحدا... وتذكر إنهم قد تعبو تربيتك.... وأصابهم
العناء فى تربيتك ... فوالله انى أوصيك بهم عدد أوراق الشجر... وعدد الرمال
وقطرات المطر... أوصيك بهم وصية من قد تنتهي أنفاسه بالموت ولا يراك... قائلا
لك: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما باله احد الصحابة قائلا له من
أحق الناس بحسن صحابتي فقال له الحبيب المصطفى:-" أمك ثم أمك ثم أمك ثم
أبوك"... ولقد قال عليه السلام:-الجنة تحت أقدام الأمهات
أخي الحبيب:- أوصيك بأداء الصلاة فى وقتها فى
جماعة بالمسجد... فلقد قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:-" الصلاة نور "...
ولقد قال أيضا فى حق تاركي الصلاة... أول ن يسود وجهه يوم القيامة تارك
الصلاة "...
أخي الحبيب:- لقد علمت ما حدث لك من عدم توفيق
فى دراستك فى العام الماضى والذي كان رفقاء السوء سببا أساسيا فيه... ولست
واصفا لك مدى الحزن والألم الذى اصابنى منك وعليك... ولكن كما قال الشاعر.-
ما كل ما يتمناه المرء يدركه... وتجرى الرياح بما لا تشتهى السفن
أخي الحبيب:- عليك بالجد والمذاكرة
والاجتهاد... فإننا نريد الطبيب المسلم...والمهندس المسلم... والمعلم
المسلم... وغير ذلك... حتى يكون المجتمع كله مسلما حقا... ويكفيك ما قد حدث
لك فى العام الماضي بسبب غفلتك... ولا تيأس فلعله إنذار شديد اللهجة من
الله... ولعلها وقفة على سلم الاختبار... فلتصبر ولتعتبر...
أخي الحبيب:- لقد ساخطات التصوير عندما تخيلت
إن السعادة فى تحصيل الشهوات... ونيل الملذات... وإعطاء النفس ما تريد من
المتع دون النظر إلى ما أحله الله من ذلك وما حرمه... واخطات أيضا " يا انيسى
" عندما تخيلت إن السعادة فى الشعرة فذهبت تبحث عنها وتحققها بشتى الطرق
والوسائل...
أخي:- إن تخيلاتك السابقة فى طريق السعادة...
وغيرها مما فى عقلك وعقول إخوانك من الشباب... ما هي الإ صور للسعادة وليست
سعادة حقيقة... وبكل صدق يااخى... لست أرى السعادة فى جمع المال... ولكن
التقى هو السعيد.
أخي الحبيب:- قد تبين لك طريق السعادة
والفلاح... وما عليك الإ أن تسلكه... وهو نور يتلالا وسط ظلام حالك...وسفينة
نجاة لك تشق طريقها وسط الأمواج العاتية والبحار الهائجة... وشعاع من الأمل
ينفذ من قلوبنا ليبدد لك الظلمات الحالكة... قال تعالى " وان هذا صراطي
مستقيا فاتبعوه ".
وأخيرا أخي الحبيب وليس بأخر:-
فلا تجزع إن شعرت إن فى كلامنا فكما تعلم إن الأخ قد يقسوا على أخيه
خوفا عليه... وها أنت ترى... فلقد كررتها على عينك مرارا وتكرارا قائلا لك...
بأعلى صوتي وبأنفاس قلمي " يااخى "... وارجوا ألا تكون قد مللت منها ومن
نداءاتى لك... فو الله إن أريد الإ الإصلاح ما استطعت...
وقبل الختام أخي في الله:- والله لو كنت املك
لك بحار الهداية والسعادة لبذلتها لك... فانا اشعر بصدق الشعور انك تحمل بين
ثنايا جانبيك الكثير من نوابع الإيمان ومفاتيح الخير... لكنني وصفت لك ما
املك... وهو طريق السعادة... الذى سعدنا به وسعد به من قبلنا... وسيسعد به من
سياتى بعدنا.
أخي الحبيب:- ختاما لا املك لك غير الدعاء...
والكلمة الطبيبة... والنصح الصادق... ففي القلب شفقة... وفى الصدر حرقة...
فمن يناديك مناداتي ؟... ومن يناجيك مناجاتي ؟... فهل تسمعني وتستجيب ؟...
ارجوا أن تكون الإجابة منك "نعم " واسأل الله أن يجعلك من الذين يستمعون
القول فيتبعون أحسنه..
" اللهم قد بلغت... اللهم فاشهد ".
أخي الحبيب:- إنما نحن منذرين... وما نحن
بمؤنبين... وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين... فلا تنسى كلما وقعت أعينك على
هذه الكلمات... أن تدعوا لمن بعث بها وأرسلها إليك خاصة... ولجموع الشباب
عامة... قائلا بأعلى أنفاس قلبك..." اللهم أنله مراده "... ليقول لك الملك
بأذن الله ولك بمثل.
أعدها: الراجي رحمة الغفورى
أبو عيناء الحورى