الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن
يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جل عن الشبيه
وعن الند وعن النظير، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وأشهد أن محمداً عبده
ورسوله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، صلى
الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد،
قد يحلو لبعض المبتدعة من الحمقى أن يطعنوا في محدث العصر الإمام الألباني -
رحمه الله - فهؤلاء أهل الجهالة والردى، والألباني إمام أهل العلم والتقى،
أنه لا مجال للمفاضلة، بل إنه من سوء الأدب أن تقارن الجبل الأشم - الألباني
- بأمثال هؤلاء البعر، وأين يأتي الثرى من الثريا؟ وصدق الشاعر حين قال:
ألم تر أن السيف ينقص قدرُه *** إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
وصدق الآخر حين قال:
إن الرياح إذا اشتدتْ عواصفها *** فليس ترمي سوى العالي من الشجرِ
فقد قام الخارجي الإباضي، والجهمي المعطل، المدعو: أحمد بن حمد الخليلي -
عليه من الله ما يستحق - بالطعن في الإمام الألباني - رحمه الله - وقال
الخليلي: "... بل للحشوية يد طولى في ترسيخ الوجود الصهيوني في أرض فلسطين
المحتلة، نذكر من ذلك موقفين لكبار علمائهم يبينان تواطؤهم مع العدو اليهودي
وممالأتهم للصهيونية العالمية الحاقدة: الموقف الأول: فتوى محدث الحشوية
الكبير ناصر الدين الألباني التي أفتى فيها هذا الشيخ بخروج أهل فلسطين
المسلمين منها وتركها لليهود لقمة سائغة." [نقلاً من كتاب: وسقط القناع،
لأحمد بن حمد الخليلي، صفحة 9، طبعة: مكتبة الضامري للنشر والتوزيع، السيب -
سلطنة عمان (الطبعة الأولى) 1418هـ - 1998م]
فالإمام الألباني - رحمه الله - لا يحتاج إلى تزكية لأن الأعلى لا يزكي على
الأدنى، وكيف لا والإمام الألباني - رحمه الله - قد آتاه الله علماً لو عكف
أهل البدع والأهواء والنحل بما فيهم الإباضية طالبين لها، لما استطاعوا أن
يأتوا بمثل علم الإمام المستقى من هدي المعصوم الذي علمه شديد القوى سيدنا
محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -.
فقد كان افتوى الإمام الألباني - رحمه الله - ردود فعل قوية، وصدى واسع،
امتحن بسببها الإمام - رحمه الله - محنة عظيمة، لإنتشار الجهل بدين الله.
ولكن، لم يستطع هؤلاء أهل البدع، وعلى رأسهم الخليلي الضال - عليه من الله ما
يستحق - لم يستطيعوا أن يردوا الرد العلمي على الإمام - رحمه الله - لذلك
حاول النيل من شخصية الإمام - رحمه الله - مباشرة، والحط من قدره، وتشويه
سمعته، وتشكيك الناس في علمه، واتهامه بأمور هو بريء منها براءة الذب من دم
يوسف، فقد استشعر الخليلي - عليه من الله ما يستحق - أنه عاجز عن مجاراة أهل
العلم والإيمان فعدل إلى طريق أهل الجهل والظلم والبهتان، وقابل أهل السنة
بما قدر عليه من البغي والتكلم بحقه بأنواع الأذى، وبأمور يستحي الإنسان من
الله سبحانه وتعالى أن يحكيها، فضلاً عن أن يختلقها ويلفقها، فلا حول ولا قوة
إلا بالله. فقد إشتهر عن الخليلي - عليه من الله ما يستحق - هذا الفعل
الفظيع، وكذلك من ساعده بقول أو تشنيع أو إغراء أو إفتاء أو شهادة أو شتم أو
غيبة أو تشويش باطن.
وقد تصدى الشيخ محمد إبراهيم شقرة - وفقه الله - في كتابه:
"ماذا ينقمون من الشيخ الألباني؟!"
للرد على أهل البدع من أمثال الخليلي - عليهم من الله ما يستحقوا - وقد قمت
مستعيناً بالله بتفريغ هذا الكتاب ليكون رداً على كل من يطعن في الإمام -
رحمه الله - إلا إن قد سألني بعض الأصدقاء - حفظهم الله تعالى - أن أجعل
تفريغ هذا الكتاب رداً على الخليلي - عليه من الله ما يستحق - خاصه، حتى
تنكشف عورته وبدعته. فما فعلت هذا إلا طالباً للثواب راغباً إلى الله تعالى
في الدفاع عن السنة النبوية وطالباً التوفيق للصواب إنه على ما يشاء قدير
وبعباده لطيف خبير.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، ودمر أعداء الدين، وأبطل كيد الزنادقة
والملحدين، اللهم من أراد بنا سوءاً فأشغله في نفسه واجعل كيده في نحره،
اللهم عليك بأعداء الدين، اللهم عليك بأعداء الدين، اللهم مزقهم، اللهم
اجعلهم بدداً ولا تغادر منهم أحداً، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم أرنا
فيهم عجائب قدرتك، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك يارب العالمين.
أضغط هنا
للحصول على كتاب "ماذا ينقمون من الشيخ الألباني؟!"