بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله المتفضل على عباده بجزيل العطايا ,وعظيم الهبات ,أحمده وأشكره , وأثني عليه وأستغفره , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله , وبعد :
فما أن يقبل شهر رمضان المبارك ,إلا وتقبل النفوس المؤمنة بشوق وحب إليه ,فيتنافسوا في الطاعة , ويتسابقوا في مضمار العبادة ؛ ذلك أنه شهر عظيم , وموسم كريم , شهر مضاعفة الحسنات  , والتجاوز عن السيئات , شهر البركة والخير والاحسان .
وإن من المواطن الفاضلة التي يتسابق إليها الصائمون , وقت صلاة العشاء , عندما يتموا عبادة  الصيام , ويستقبلوا عبادة القيام , فتمتلأ بهم المساجد والجوامع , قد ارتوت قلوبهم من الإيمان, وسعدت نفوسهم بطاعة الله , وتمثلت التقوى الذي هو لب الصوم وروحه , وهذا أثر عاجل من تلك الحياة الطيبة التي وعد الله بها أهل طاعته , قال تعالى : {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)} [النحل : 97]
ولقد أحسن بعض الكرام من طلبة العلم والدعاة والأئمة في الاستفادة من هذه الدقائق الثمينة التي ينتظر فيها المصلون صلاة العشاء , فساهموا بإلقاء الكلمات المختصرات النافعة , في حديث العشاء , تهدف تلك الكلمات إلى تحقيق التقوى , وتهذيب النفس وإصلاحها , والسعي لتكميلها بالأخلاق والآداب , من معين الكتاب الكريم , والسنة النبوية .

ولأهمية حديث العشاء في رمضان , إذ هو مجمع الناس , وتطلعهم نحو ما يحتاجون إليه , أحببت أن أساهم بهذه المساهمة الموجزة في ذكر المواضيع المنتقاة التي يحسن الحديث عنها :
 

وهذه لبنات في بناء الموضوع والكلمة التي يتأكد مراعاتها , والعناية بها عند الإعداد :

/   يقوم بناء الكلمة على أساس الاستدلال بكتاب الله عز وجل , وسنة رسوله ج , فما كان من غيرهما يذهب ولا يبقى له أثر .
/   اختيار الموضوع المناسب مِنْ حق مَنْ يسمع الحديث ,  فما يناسب جماعة الجامع الذي يقصده الناس لحسن تلاوة إمامه , قد لا يناسب مسجد الحي , وما يناسب جماعة مسجد من كبار السن , لا يناسب غيرهم  .
/   تجزئة الموضوع , والتسلسل في عرض فقراته  , والتنويع في المادة مؤشر لتميز الموضوع .
/   أسلوب الإلقاء ومهارة العرض عنصر مشوق لإقبال الآخرين نحو المتحدث  .
/   القصة من القرآن والسيرة جاذبة للمستمع إذا أُتقن عرضها وإيرادها  .
/   في البحث والإعداد الجيد لموضوع الكلمة سيخرج الباحث بحصيلة علمية رائعة .
/   جميل أن يصحب المتحدث معه ورقة مشتملة على عناصر الموضوع , وما يحتاج إليه .
/   من المناسب أن لايتجاوز الحديث عشرون دقيقة .
/   استشعار المتحدث للأجر المترتب على نشر العلم , والتواصي به , أعظم معين له .
هذا ما تيسر إيراده , والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين  .

عادل بن عبدالرحمن المحسن
 20/8/1435هـ