علمتني الهجرة النبوية

د.عبدالحميد المحيمد

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد مضي أكثر من ألف وأربعمئة وأربعين عامًا على هجرة النبيﷺ من مكة إلى المدينة مازالت الهجرة تعطينا الدروس وتوقد شعلة التفاؤل والحماس في النفوس.

* علمتني الهجرة أن النصر مع الصبر وأن مع العسر يسرا، وأن الكرب مهما اشتد فهناك فرج قريب يأذن به الله الحي القيوم.

* علمتني الهجرة أن المسلم لا ييأس ولا يستسلم بل إن ضاق به مكان فإنه يبحث عن آخر لعلمه بأن أرض الله واسعة.

* علمتني الهجرة أن الموطن الحقيقي للمسلم حيث ينصر دين الله وحيث يستجيب لأمر الله.

* علمتني الهجرة أنني ينبغي ألا أخطو خطوة إلا متوكلا على الله مفوضًا إليه الأمر أولًا وآخرًا.

* علمتني الهجرة أن آخذ بالأسباب، ولكن لا أعتمد عليها وإنما اعتمادي على الله وحده.

* علمتني الهجرة أن أشيع التفاؤل وأثق بوعد الله في أحلك الظروف وأشد المحن.
كما قالﷺ:"ما ظنك باثنين الله ثالثهما"؟!

‏* علمتني الهجرة أن من كان في كنف الله وحفظه فلن يستطيع احد من البشر أن يصل إليه.
قال الله سبحانه:( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ).

* علمتني الهجرة أن الصديق قبل الطريق، وأن الصاحب الصالح نعم العون على طاعة الله كما حدث في صحبة أبي بكر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم.

* علمتني الهجرة أن العاقبة للمتقين وأن المسلمين إن تمسكوا بدينهم فإن الله يحول ضعفهم قوة وخوفهم أمنا.قال الله سبحانه وتعالى:
(وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).

‏* علمتني الهجرة أن أعتز بدين الإسلام وبتاريخ هجرة النبيﷺ. ولقد وفق للصواب أمير المؤمنين الفاروق عمر رضي الله عنه عندما جمع الصحابه واعتمدوا التاريخ الهجري في الكتب والرسائل وتوثيق الأحداث والسير.

اللهم صلّ على نبينا محمد وآل محمد وارض عن صحابته ومن سار على هديهم إلى يوم الدين.