عيد جديد..عيد سعيد

سارة بنت محمد حسن

يمر علينا العيد كل عام..رتيبا..سعيدا..ملولا ..غريبا ...
ولكن هذا العام 1432 هــ كان العيد الجديد ...العيد السعيد
لقد كان مختلفا..كان مزدانا بلون أحمر جديد..لطخ الثرى في كل مشرق ومغرب..
عيد كانت تجري فيه أنهار..أنهار جديدة ما عهدناها منذ زمن بعيد...
حمراء هي...قانية..تحمل معها حيوات أناس عاشوا من قبل
لكنها أنهارا شقت الأرض الجدباء..فارتوت
وسُقيت بها الزروع فأنبتت على استحياء براعم توشك أن تصير أزهارا..
أنهار ..جرفت في طريقها أعشابا ضارة..فاجتثتها لتصير الأرض مهيأة لربيع جديد..
وغدا بإذن الله..ستنمو البراعم لتحكي لنا قصة كفاح أمة...كانت غافلة مهانة فانتفض العملاق من السبات والغفلة..وقام يبحث عن ذاته...فوجد أنه لايزال لله مسلما..
ستنمو بإذن الله فتؤكل لتزيل آثار المرض والألم الذي نخر العظام..
ستنمو بإذن الله ويمحو عبقها ما زكم الأنوف من رائحة ألظلم والفساد..
وتسمعنا زقزقة الطيور فوقها ما يزول به -بإذن ربها- أنين الأحزان
ستنمو بفضل الله فتذهب عن العيون ما خطته السنون من الكد والآلام...
عيد سعيد..رغم كل النكبات..يبشر بفجر جديد تلوح ألوانه في الأفق..يشق الظلمة التي تعيشها أمة الإسلام..فجر تترجمه الحروف فلا تجد معنى يحمله إلا كلمة (أمل).
(أمل) يتطلع إلى أمطار مباركة من الماء الزلال ..العذب الصافي..يمر على أنهار الدماء فتغسل الجراح جميعها ...وتصير أرض الإسلام مروجا خضراء وارفة الظلال ..
يارب قيض لأمة الإسلام أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك...
وولّ أمورنا خيارنا ولا تول أمورنا شرارنا..
يارب تقبل من خرج من بيته لإعلاء دينك فقتل، في الشهداء..
يارب انصر دينك وأهل دينك وعجل لهم بالفرج ...يارب..