من أنت من هؤلاء ؟

صباح نوري محمد الضامن
شبكة المسك الإسلامية النسائية

بسم الله الرحمن الرحيم

كلما اشتدت المحن ودخلت مفاصل العمر ونخرت فيها ..
كلما تكرر البلاء بصنوفه الكثيرة وتواقيعه في دفتر الأيام التي نعيش ..
كلما ضاقت حلقات حول رقاب واستحكمت حتى ظن أنها ستقتل ..
كلما طافت العيون في أمكنة التواجد تبحث عن بصيص أمل ..
كلما كتبت الحروف قصص الدمعات والآهات عمن القلب أسكنهم الشغاف .
كلما ..كلما كنت واحدا ممن قال للعسر أما من يسر ؟
كلما كنت واحدا ممن سكن المرض له حبيبا أو قريبا أو رفيقا .
كلما كنت واحدا ممن بحث في رمل الدنيا بأصابع مكدودة عن ذهبية العيش الرغيد .
كلما رفعت الكف وبللت دمعاتك على مخملية سجادتك وتوحدت مع الأمل بالانفراج والقبول ,
ولا استجابة آنية
كلما أسدلت ستارا على سعيك وختمت بآهة اليأس مناجاتك ..
إن كنت واحدا من هؤلاء فأنت لا تعلم أنك في رحاب الله , وهو يجتبيك إليه ,

و تخيل :
أنك تجري من أعداء لك و كلما سلكت سبيلا تراهم بك يتربصون ويكيدون ويجترئون ويؤذون . فإن استسلمت لهم أكلوك ورموا بعظمك , وإن تابعت البحث عن مخرج منهم وجريت رغم التعب وسلكت جبال الضنك والمشقة وكنت تظن أن فتحة الكهف وراء كل صخرة تزحزها ستقودك لآخر النفق المضيء حيث الهدوء والراحة والأمان والسلامة والعافية , فإذا بك مع ذاك الظن بأن هناك فرج سيأتي تجد قطعا من الليل المظلم من حزن يطفيء أملك لتعيش في اسوداد اليأس من الانسداد وتأخر الفرج.
و تنسى أنك وأنت وأنفاسك تعلوان قمة اليأس سويا :
تنسى أنه في لحظة ما مختارة , وفي لحظة ما وأنت في هذا الرحب الواسع من دنياك إذا بيد لطيفة خفية لا تعرفها ستحمل لك شمعة تضيء دنياك ..وتنزع همك
وهل تعلم أن الرتوش التي تغلف أرواحنا , والألوان التي تخفي براءة معالمنا , والجمال الزائف من صنع الأصباغ المصطنعة غير الفطرية لن تزول إلا بمطر هطال يخرجنا أنقياء .. فإن لم نسكب الماء النقي على أرواحنا وهممنا وأفعالنا فإنها سترسل لنا لتعيننا على التطهر .
فهل جربنا أن نغسل أرواحنا التي ران عليها ترب الغفلة واليأس وعدم التوكل بقليل من جرعات ثقة ؟ ثقة بمن ؟ بالذي أعطانا القدرة على التأوه والتنعم , على الحب والكره , على السير والوقوف .على الحياة ... جرب أن تبحث كل يوم عمن يخلصك من مشاكلك ومآسيك فهل ستجد من بيده عصا سحرية يضرب فيها بحر الآلام لتصبح كالطود العظيم فتمر بها خيولك الجامحة أو المريضة أو جنودك المتعبة أو القلقة ؟؟؟؟؟
جرب هل في الدنيا كلها من بيده الدنيا جميعها !!!!
لن تجد فثق بمن عنده الحل , ربك
وثق بعلاجاته التي بها يضعك على بساط رقيق يسحبه قليلا قليلاإلى رحابه لتطير به بعد أن تنعم بجنة المعية والرعاية منه فما حرمك إلا ليعطيك فثق بربك ..وثق بعلاجه
و لو احتاج الأمر لآخر العلاج وهو الكي فمرحبا بناره إن كانت تقتل مركز الضعف في إيماننا بأن بعد العسر يسرا ..
لا بأس من انتظار للشمعة في آخر الجري فانتظار الفرج هو عبادة وهو راحة , وجائزته جنة فلا تبطئن السير فالسرعة تشعل الهمة وتحرق المسافات للوصول .