دوما أنت ِ الربيـع

صباح نوري محمد الضامن
شبكة المسك الإسلامية النسائية

هكذا هي النفوس مهما كان شروقها وغروبها ومهما مدت أذرعتها لتحضن الجميع لا بد وأن تعود إلى حيث محضنها الأساس الذي
غفت فيه مع براعمها في ربيعها الخاص والخاص جدا ..
ليس لغزا , ولا اعتلاء ولا تخيرا للفظ يغمض بل هو نبض من القلب ليخبر بأن لا صوت يعلو فوق صوت الحب للوطن .
ربيعه لا كالربيع ومنذ زمانات عدة وهو الربيع لكل القلوب شرقت أو غربت ..
إنه ممتد في عمق الروح لكل من يهتف الآن بإصلاح جناته .

فلسطين
أنت وطن الكل فكم من مرة توحدت الأيدي منك وبك ولك لتكتب سطرا كبيرا أولى حروفه بداية توقيع الشمس في دفتر اليوم , ونهايته كلمة غربية فيها من العروبة الكثير .
فلسطين اليوم : أين هي من الربيع العربي
هل تشرق أم تغرب ؟

أين هي من نظرات المتشرذمين من أحزاب تتناحر برؤى مصالح ورؤى خيانة ورؤى تقصر عن فهم سياسي واقعي .؟
في ساحات التغيير العربية ترفع أعلام الأوطان ويبرز رمز قدديم بقماش قديم وألوان خضراء حمراء سوداء بيضاء ترمز إلى رابط أقدم كان يجمع كل العرب , قماش مكتوب عليه : هذا علم فلسطين !وترفعه يد خجلى :تقول قولا غير مايقوله آلاف المجتمعين

تقول:
كأنه لا وقت الآن لك يا فلسطين ..
كنت أنت الربيع الذي جمع كل الطيور المهاجرة, والنسائم الغادية , والكلمات المبعثرة , .
كنت أنت يا فلسطين هبة النار في أتون المظلومين فما خلت ثورة دون أن تكوني صدر الهتاف ونفث الغاضبين .
دوما كنت أنتِ الربيع وانكفأ الآن الكل في البعض , وما عاد من يقول كلنا فلسطين .. فتبنى مستوطنات , وتحرق أشجار الزيتون , ويبكي الدحنون والأقصى بمآذنه . .
فالكل لاه يرتب بيته الداخلي أو يقتل أخاه , او يتآمر على نفسه ..

وينسى أنه :
لن تزهر حدائق الربيع في أي من ساحات التغيير مالم يكن ماؤها كلمة فلسطين مطرزة على أشرطتها الوردية المتفائلة التواقة للحرية ..
لن يشتم أحد رائحة أشجار السرو العتيقة في بلادهم ولن يتفيأوا ظلال ياسمينهم مالم يكن الأقصى هم يعلو على كل إقليمية .فرباط الدين ما يجمع ..
إنهم يزرعون شجيرات تتقزم لو لم تسقى بماء الهم الأكبر وما فطنوا ولا اهتموا ولا تنبهوا أن من زرع الطغيان الذي تعملق من حكومات باغية ناهبة لثروات البشر و مقدرات الشعوب بكل طريقة خبيثة هي صهيونية علنية تتجمع في بقعتنا المباركة ,
ولا تنبهوا أن من زرع كل هذا واعتنى بتقسيم همومنا وتفتيتها لتكون صغيرة متشرذمة منكفأة على ذاتها هي صهيونية تنمو كعشب ضار مميت سام يقتل كل بذرة طيبة ,
وعصبوا عيون البصيرة على أن من فعل هذا كله يسعى بكل قوة ألا يكبر همنا ويعلو لينادي لتحرير الأقصى السليب وفلسطين الجريحة مع حرية مساحاته الخاصة في وطنه .
ولن يغدو الربيع ربيعا إلا لما تتوحد القلوب على قلب رجل واحد فالعدو واحد حتى وإن تناءت المسافات وتعددت فنون الطواغيت .
دوما أنت الربيع يا فلسطين فذات البهجة من رياضك مدنا فيها صيحات الحرية تصرخ في الشام ويسمعها أهل موريتانيا
وستحمل طيور السنونو الآن لهفات أبنائك التي عرفت معنى الجهاد الحق
لتكون شعار التغيير للجميع
فتنصلح التربة
وتبذر البذرة
وتنمو الشجرة أصلها ثابت لا يهزها ريح , وفروعها في قلب كل من يعلو بصوت الحرية الجمعاء للكل بوطن واحد وهم واحد ضد عدو واحد .


almeske.net
شبكة المسك الإسلامية النسائية