مالكم ؟؟

صباح الضامن

 
بينما تسير قوافل الحياة تغدق علينا بوقع خيلها على ترابنا الذي نخطو عليه تسير وتسير تقدم لنا كل يوم على أطباقها المتنوعة أطباقا تجعلنا نقول لها هات ... هات فما تشبع عينك يا آدمي ونلجأ في تعثرنا أو في أيامنا التي تكتحل بسواد الأزمات إلى الله نهرع .. نصيح .. نستغيث يارب رحماك وتبلل أماكن سجودنا بالدمعات السخينة ونقاطع كل لذيذ أو نؤجله بأسوأ الظروف والمحاولات وأكثرها خجلا ولما تنحسرالأزمة نعود لسابق عهد ونسعى بأظفارنا وأنياب السعي ننهش فيه نأخذ ونأخذ نعد العدد ونفكر ليلا ونهارا كي نصل لمبتغانا ويا حسرة على الساعين أي مبتغى !!!
نسهر الليالي الطوال نفكر كيف تكون بيوتنا أثاثنا سياراتنا ترفنا رحلاتنا ودراستنا نعم دراستنا نذلل كل صعب من أجل أن نحصل على شهادة كذا وكذا على ماجستير أو دكتوراه نسعى ونسعى ونقفل كل إمكانية قد تعرقل هدفنا هذا ونحن نعلم أن بأخذنا لأعلى الشهادات سيرتفع راتبنا ونصبح من أصحاب الشهادات العليا التذين يشار لهم بالبنان قبل الإسم د. فلانة وقبل الإسم الأستاذة ليس مطلبا سيئا ولا مرفوضا بل طلب العلم واجب ولكن لحظة من فضلك سؤال صغير .. صغير وكبير بمدلوله ومايرمي له
- هل تذللين كل صعب لما تريدي أي أمر لله أي حفظ للقرآن أو تعلم علومه أي عمل للدعوة هل تقاتلين بكل ما أوتيت من قوة لتوفري الوقت والهمة وتذللي الصعاب ؟؟ هل تجدين الوقت للتخطيط له وتعتبريه من الأولويات حتى لو لم يكتب بجانب اسمك دكتورة أو أستاذة ؟ هل يعتبر هذا من أولوياتك رغم أنه لا يزيد راتبك ولا حيثيتك أمام المجتمع ؟ هل لما تستيقظي من نومك تقولي أين برنامج حفظي علمي الشرعي .. وسائل دعوتي ؟؟ أم سيكون لدنياي النصيب الأكبر؟ أسألت نفسك لما تقرأين الآية (( مالكم لا ترجون لله وقارا)) أن تفسريها بشيء بعيد بأن الله يحثنا أن نحترم كتابه نعظمه نخشاه في وعيده فيه وترق قلوبنا لرحمته وتهفو لجنته لما نحمل الدين بالقلب والعلم في العقل نعيش مع الله في كل حين فمالنا لا نعظم كتاب الله مالنا لا نحمله كما أمر ونجتهد فيه وإن صادفتنا عوائق بكل قوة نذللها مالكم لا ترجون لله وقارا