صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







تأملات لها دلالات في يهود العراق

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
ما هو منبع حقد صهيون على الكيان العراقي... أهو الخوف من تقدم عسكري ينافس الكيان الإسرائيلي..؟ أم إنه ذل السبي البابلي..؟ أم إن حقدهم هذا نابع من اضطهاد عرب العراق خلال القرن الماضي، للعراقيين منهم..؟ الخوف.. محتمل، ذل السبي البابلي... مؤكد، أما أن يكون هذا الحقد نابعا من الأوضاع المزرية لهذه الجالية في العراق خلال العقود الماضية فأمر لا يصدق...
إليكم شهادة رجل معتد بانتمائه لطائفته اليهودية!! (مير بصري) رئيس اللجنة الإدارية ليهود العراق ورئيس الطائفة الموسوية، كما شغل منصب سكرتير وزارة الخارجية في الحكومة العراقية، ووكيلاً ومديراً للتشريفات فيها...
تحدث الكاتب في أحد مصنفاته عن أحوال يهود العراق في فترة القرن العشرين وبالذات من تاريخ 1920م، إثر خروج الحكم العثماني منها، فذكر أن ذلك تاريخ حمل للعراق نهضة وتقدما في شتى المجالات، وكما يبدو كان ليهود العراق من ذلك نصيب الأسد، في مجال التجارة، بلغت نسبة استيرادهم، إثر انتهاء الحرب العالمية الثانية، بنحو 50% في حين كانت نسبة تصديرهم لبضائع عراقية لا تتعدى 2%.
فرق شاسع بين النسبتين من الصعب فهم أبعاده، خاصة لو أخذنا بعين الاعتبار غنى العراق، والتوجه السياسي الداخلي آنذاك..!
أما المهن التي كان يهود العراق يقبلون عليها بشكل أوسع كعادتهم دوماً، فهي الصيرفة، كما اهتموا بالمهن الحرة كالطب والصيدلة والمحاماة والصحافة، في حين فضل البعض الآخر اهتمامهم بدراسة الدين اليهودي..

ويؤكد (مير البصري) أن الشباب اليهودي غير وجهته بعد الاحتلال البريطاني للعراق فعمل بحماس في شتى الوظائف الحكومية، ما عدا المجال العسكري..
أما حكومة العراق الوطنية فقد منحت اليهود مناصب هامة واستراتيجية، (ساسون حسيقل) اليهودي شغل منصب أول وزير للمالية في حكومة العراق الوطنية، استمرت وزارته لها عدة سنوات، أما (إبراهيم الكبير) فقد كان مديراً للمالية في تلك الفترة من تاريخ العراق، و(روبين داود) مديراً للحسابات العسكرية، و(هارون شوحيط) أول مدير لدائرة ضريبية الدخل عند تأسيسها، و(سلمان الكبير) مدير الأملاك الأميرية...
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فعندما وضعت الحكومة العراقية قانونها ودستورها الأساسي، منعت التمييز بسبب اللغة أو الدين.
وقد اهتم مجلس الأمة العراقي بقسميه الأعيان والنواب بالجالية اليهودية، إذ صدق مجلس الأعيان العراقي على انتخاب (مناحييم دانيال) كعضو، وبقي في منصبه هذا عشرين عاماً، ليخلفه ابنه عزرا بعد وفاته، أما مجلس النواب فخصص للطائفة اليهودية أربعة مقاعد، لتصل لستة مقاعد عام 1946م.
أما محكمة التمييز وهي أعلى جهة قضائية في العراق، فقد اختارت في سنة تأسيسها اليهودي (داود سمرة) نائباً للرئيس وهو أول عراقي يشغل هذا المنصب أما رئيس محكمة التمييز فكان بريطاني الجنسية، وقد استمر (داود سمرة) في منصبه هذا ما يقارب العشرين عاما، ولم يتركه إلا باختياره.
وكعادة اليهود في كل مكان أولوا الإعلام اهتماماً بالغاً، فظهرت عدة صحف سياسية يهودية على أرض العراق..

وما يهمني الإشارة إليه هنا بعض محتويات صحيفة (المصباح) يهودية الانتماء، عراقية المنشأ، فقد حملت بين صفحاتها ما يؤكد ولاء أصحابها للفكر الصهيوني، وخططه قبل وبعد الاحتلال..
صحيفة (المصباح) تأسست عام 1924م، على يد المحامي سلمان شينه وكان محررها سنة التأسيس ابن السموأل (أنور شاؤل)..
وهذه الصحيفة العراقية اليهودية هي نموذج للصحف الصهيونية في تلك الفترة الحرجة من التاريخ العربي، وهي من الخطورة بمكان، ليخصص للكتابة عنها أستاذي الدكتور (يحيى بن محمود الجنيد) ثلاث حلقات في إحدى الصحف الوطنية، وذلك عام 1405هـ،1985م، بعنوان (من يقرأ المصباح)، ذاكراً بواعث إصدارها، ونماذج من محتوياتها الأخبارية، التي تركز في مجملها على أوضاع الصهاينة في فلسطين، إمعانا في ترسيخ الوجود الصهيوني فيها، واستعدادا لاحتلالها.. وإليكم نماذج مما طرحه الدكتور يحيى في مقالاته تلك..

فقد أشار عدد (61) من عام 1925م إلى ازدياد عدد المهاجرين من يهود بولينا، لفلسطين عام 1924م، فقبل ذلك التاريخ بعام كان عددهم 524 مهاجراً وفي العام التالي وصل عددهم لـ 3154 مهاجراً..
وفي العدد (83) في العام نفسه ذكرت أن جملة ما قدمه يهود العالم للمهاجرين اليهود وصل لمليون ليرة إنجليزية صرفت على النحو التالي:
مبلغ (600) ألف ليرة على المستعمرات الزراعية البالغ عددها 42 مستعمرة يشغلها 2400 رجل.
مبلغ (400) ألف ليرة على المعارف.عدد طلابها 13246 وأساتذتها 550. وخصص جزء منها لتكاليف الجامعة..
مبلغ (230) ألف ليرة على تشجيع الهجرة، و70 ألف ليرة على الصحة.
(50) ألف ليرة على الأشغال العامة.
(200) ألف ليرة على مشروع الكهرباء..
وختم الدكتور (يحيى الجنيد) مقالاته بقوله: إن التبشير بقرب قيام دولة للكيان الصهيوني على أرض فلسطين كان واضحاً للعيان في ثنايا ما تنشره صحيفة المصباح من أخبار وتعليقات ومقالات، مؤكدا أهمية إيلاء المعلومات المتعلقة بإسرائيل عناية كبيرة، ولن يتأتى ذلك إلا بإنشاء مركز متخصص تكون مهمته جمع كل ما ينشره الكيان الصهيوني المحتل في الداخل والخارج، ومن ثم دراسته وتحليله على أسس علمية..
وأنا هنا أضم صوتي لصوت أستاذي، مؤكدة أن الصهاينة سبقونا في هذا الشأن بمراحل، ونحن ما زلنا نهوى صفوف المشاهدين.. قوم لم يمنعهم الخير الجزيل الذي عمهم في العراق، من خيانة البلد الذي يفترض أن يكون موطنهم، ولم يمنعهم ذلك توجيه ولائهم للصهيونية.. هذا ما فعله التاجر (شفيق عدس) عام 1948م، وأنتم أدرى بما يعني لكم هذا التاريخ، فقد دفعه ولاؤه الأعمى للصهيونية، لتصديره أسلحة، لصالح المحتل الإسرائيلي، فاستحق الإعدام بجدارة، حكم لم تتمكن أمريكا وبريطانيا من إيقافه.. والخافي أعظم
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط