غربة الروح

نورة عبدالعزيز الرشيد

 
أحيانا تنتابني، أحاسيس متناقضة!
حاجزٌ يعلو ويعلو، بيني وبين كُل شئ، إحساس بالغربة ،غربة الروح
حقًا متناقضات غريبة !
أشعر أحيانًا ،بأن الأشياء تتساوى بداخلي، وشيئًا من الإحباط يتسلل الى حياتي !
بداخلي بوح مخنوق، فأشعر كأني تائهًا ظل في البيداء، فأهلكه العطش !
أتأمل في حال البشر، فأشعر بغربتي بينهم كيف يفكرون !
الا يخافون !
عندما استنكر تصرفاتهم سماع لهو، نمص، وكاسيات عاريات ، هم من يستنكرون !
وكأن لسان حالهم يقول من أنتِ ؟ من أين أتيتِ ؟ وكيف تفكرين !
أصبحتُ أنا الغريبة بينهم! يا ويح قلبي !
حتى أكاد أنسلخ من ذاتي وأنجذب اليهم ! قد يكونون هم على حق فأنا من أكون ؟
ولكن سرعان ما أفيق من غفوتي , وأندم على غفلتي , وأشعر بذنبي ,
والتجأ الى خالقي , أستغفره , وأحمده وأتوب إليه .
فطوبى لغربتي .
إلهي أنت تعلم بحالي، استجب دعائي، وحقق حلمي ،افترش سجادتي , وأطيل بدعائي ,
فشعور بالارتياح يغمرني، وأستغرق بأذكاري ،فتعانقني طمأنينة، تسري في جسدي ،أشعر بهمومي، تذوب بصلاتي ،وتلاوة آيات من مصحفي .
’’الشبهات تُحيط بنا ، من كل جانب !
البس الحق لباس الباطل والباطل لباس الحق ،واكتظت طرق الضلال بسالكيها، فأصبح السائر على طريق الحق من المتخلفين !’’لا يغرنك في طريق الباطـل كثرة الهالكين. ولا يوحشنك في درب الحق قلة السالكين’’
’’ نحن نتراجع عن دروب الحق، لقلة السالكين فيه،
رغم صحته، ونتوجه لمسالك الباطل المكتظة رغم كثرة الهالكين فيه’’