سنة حسنة ...

نورة عبدالعزيز الرشيد

 
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم
من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة)
في الساعة الأخيرة من نهار يوم الجمعة ،بينما نحنُ جالسات ،في المكان المخصص للسيدات ، أمام الكعبة ،مابين دعاء واستغفار وتلاوة للقرآن الكريم ، المشاعر في هذه اللحظات ،وفي هذا المكان لا تخفى على أي مسلم ، كنت أشاهد العاملات في ساحة الحرم وأتأمل لباسهن ، حيث لا ترى منهن أي عضو يرتدين الجوارب والقفازات والعباءة على الرأس ،ويغطين حتى عيونهن ،فلا ترى منهن شيء، فكم أغبطهن على حرصهن الشديد، على التستر ،قامت إحدى الأخوات بتوزيع أعواد الأراك ،قد تكون بأسعار زهيدة ،ولكن كيف تكون فائدتها ! والأجر الذي ستحصل عليه !
أخرى كانت بجانبي، وبيننا تجلس سيدة غربية، بالكاد تتحدث العربية، قالت لها عندما ننتهي من الصلاة سأعطيك سجادتي.
أعادتني إلى ذكرى قديمة ، إلى سنوات طويلة مضت عندما كُنت في قاعة الاختبارات ،كنا نقوم بالمراقبة على الطالبات، كانت معي إحدى الأخوات ،كانت تتجول ،تراقب ،وتتمتم بصوت لا يُسمع! سألتها مبتسمة بما تتمتمين؟
أجابت ،أستغل وقتي الطويل بالاستغفار، والتسبيح ،والتهليل ،فالوقت أحيانًا يكون ساعة ونصف وساعتان أحيانًا أخرى، ومن بعدها ظلت، تلك الكلمات مازالت تُرن في إذني في كل مكان ،
في قاعة اختبار ،في مواعيد المستشفى، في السيارة في أي مكان !
’’قال الحسن البصري لمطرف بن عبد الله بن الشخير :
"يا مطرف .. عظ أصحابك"،
فقال مطرف : "إني أخاف أن أقول ما لا أفعل" ؛
...فقال الحسن :
"يرحمك الله ! وأيُّنا يفعل ما يقول ؟
لودَّ الشيطان أنه ظفر بهذه منكم ،
فلم يأمر أحدٌ بمعروفٍ ولم ينهَ عن منكر" !