سيدة تقية...!

نورة عبدالعزيز الرشيد

 
ذات يوم ،كنت مدعوة ، عند رفيقتي ، فرأيتها هي جارة لها ، سيدة طاعنة في السن ، تزورها في أي وقت ودون اتصال كما هي عادة الأولين، بالفطرة والنقاء، ودون حواجز ولا تعقيدات .!.
.فترحب بها رفيقتي في أي وقت تزورها ،وعندما كانت رفيقتي مريضة، كانت تزورها كل يوم !
، لسانها لا يكف عن الذكر ، كما حدثتني عنها ، رفيقتي عنها ،تصوم الاثنين والخميس ، وأيام البيض ، وتصلي في الجامع القريب من بيتها ، معظم الصلوات ، نشيطة ، وقوية الجسد تبارك الرحمن !
في رمضان تذهب إلى مكة ،وتطوف وتسعى في ليلة 27 ، وبلا مساعدة من أحد على رجليها !
مع أن عمرها تعدى السبعين أو الثمانين ، غذائها صحي ، فهي تتناول ،الحنطة ، والشعير ، والعسل ولا تتناول أي نوع من المعلبات، أو العصائر المصنعة، ولا الوجبات السريعة وحتى الشاي لا تشربه ، ولكن تقتصر على فنجان واحد من القهوة في اليوم ، تتحرك طوال اليوم ، تزور المرضى لو علمت أن هناك مريض حتى لو لم تكن تعرفه وتذهب للعزاء وتزور الجيران ، وهي أكبرهم سناً ولها حق الزيارة ...!
ولكنها تبحث عن الأجر ولا تدع مجالاً من مجالات الخير إلا وتطرقه !
تذهب إلى حلقات الذكر، لتستمع إلى المحاضرات ، التي تقام في الجامع رغم أنها لا تفهم كل ما يقال ! فهي من اليمن الشقيق ولكن كما تقول لتكسب الأجر، ولو بالبقاء في روضة من روضات الجنة ولتظللها الملائكة ...معظم أحاديثها لا نفهمه ولكنها مبتسمة ومريحة للنفس !.ومعظم كلماتها يتخللها الذكر والدعاء لكل الموجودين بارك الله فيها ،وأطال عمرها على العمل الصالح ..