كيف ستكون الجنة !

نورة عبدالعزيز الرشيد

 
في ذلك المساء الجميل، ذهبنا في رحلة برية ،إلى روضة من رياض بلادي. .كانت السماء ملبدة بالغيوم، وكان الهواء عليل ومنعش الأرض اكتست حلة خضراء، والأزهار الملونة ، منسقة تنسيقا بديعا ،كأن فنان رسمها بريشته سبحان الله !
ولكن هي صنع البديع المنان ،نمت تلك الزهور ،بفعل الأمطار ،التي أنزلها الرحيم الرحمن ،رائحة الخزامى تعطر الأجواء جداول وأنهار متفرقة هنا وهناك ،أطلقت عنان بصري وأنا أشاهد الأراضي التى كانت قاحلة، أصبحت بقدرة البارئ المصور
حدائق غناء تبارك الرحمن ،الطيور تغرد في الأجواء وأشاهد البشر , أتوْا من كل مكان , ومن أماكن بعيدة، للإستمتاع بهذة الأجواء الجميلة ،إذن ،فنحن دوما نبحث عن الطبيعة الخلابة والجو البديع لنشعر ولو بقليل من الراحة النفسية والإسترخاء !
فحدثتُ نفسي، إذا كان هذا الجمال البسيط في الدنيا , والكل يأتي من مسافات بعيدة
ليمتع بصره , ويريح أعصابه , ويستشعر جمال الطبيعة ,ويسعد إذا وجد ولو قليل من بقعة خضراء , أو ما تبقى من مياه الأمطار ,فأصبحت برك صغيرة ليجلس بجانبها ويتمتع بجمالها .!
يا إلهي إذن كيف ستكون الجنة!
التي بناؤها لبنة من ذهب , ولبنة من فضة , وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران،وأشجار الجنة التي ساقها من ذهب ,
.ونخلها جذوعها من زمرد أخضر, وكربها ذهب أحمر ,وسعفها كسوة أهل الجنة ,
وأنهار الجنة تجري من غير أخدود تحت القصور , والمنازل ,والغرف, وتحت الأشجار ,
وانا جالسة في خيمتنا، تذكرت خيام الجنة التي تكون من لؤلؤة واحدة مجوفة
طولها ستون ميلا في السماء!..
سبحان الله، ما دمنا نحب الطبيعة، ونبحث عنها دائما لم لا نعمل للجنة ؟
الجنة التى فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت !
قال الله تعالى ( وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالو ا هذا الذي رزقنا من قبل وأوتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون
اللهم اني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل , وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل, وأسألك ما قضيت لي من قضاء أن تجعل عاقبته رشدا
إذن الحياة سفر دائم ،لم لا نتبع الطريق المستقيم ونشتري التذكرة ..
وندفع الثمن بأعمالنا الصالحة, ونصعد و نسير بأجمل , وأرقى ,وأحلى , رحلة بحفظ الله ورعايته الى الجنة !