هوس أصحاب الرؤى..!

مرفت عبدالجبار

لعل حالة الإحباط وشُحَّ الفرص في مجالات مختلفة لكثير من الناس، وفي أنحاء الوطن العربي كافة، يجعلان البعض يتمسك ولو بجذوة أمل صغيرة من تبدل الحال عبر نافذة الفأل بالرؤى والاجتهاد في تعبيرها ومعرفة خفاياها!
والرؤى الحسنة بشكل عام مفرحة للقلب، وتستحق أن تُعبَّر، لكن المشكلة التي وصلت بالبعض إلى حد الهوس أنك تجد الاهتمام بتعبير الرؤى يتجاوز الحد الطبيعي، حتى طغت أحاديثها على مجالسهم، والبحث والتقصي عن المعبِّرين وأرقامهم، بل لا يُستبعد تدوينهم لكل شاردة وواردة في رؤاهم أو أحلامهم وأضغاثها! وغدت السمة الغالبة على بعضهم "طالب مفسِّراً"..! وربما دون تمييز بين أهل التعبير الحقيقي والدجالين والمستغلِّين..!

* تستحق حياتنا المعدودة أن تُشغل أكثر بما هو أنفع من الضياع في دهاليز الهوس والقلق على قدر محتوم.
* إلى أولئك المبتلين بفرط الاستظراف وجرأة الاختلاق: قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَحَلَّمَ كَاذِبًا كُلِّفَ يَوْمَ القِيَامَةِ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ وَلَنْ يَعْقِدَ بَيْنَهُمَا" (رواه الترمذي وصححه الألباني).

نشر في صحيفة سبق20 جمادى الثانية 1433