مراشقات على الهواء!!

مرفت عبدالجبار

كثرت المشادات الكلامية بشكل لافت في المنابر الإعلامية، وكِيلت التهم والتصريحات على اختلاف توجهات أصحابها بين رياضية وثقافية بل ودعوية!! وكثر ما ينتج من هذا الصخب من تصاريح وبيانات وقصائد بل واشتباكات يدوية "على الهواء مباشرة"!

لا أدري ما الرسالة التي يرغبون في إيصالها للمشاهد أو القارئ بفرد العضلات والحناجر والأقلام، في منابر إعلامية يصدق عليها مَثَل "لا تهش ولا تنش"، وأخرى تفتعل الحدث، وثالثة تبحث عنه وتُذكيه..!

بالطبع، يحق لكل إنسان أسيء فهمه أو فُهمت وجهة نظره أو بودر بالهجوم أن يردّ، ولكن في حدود أدبيات الحوار التي تليق به أولاً وبالجهة التي يمثلها وتحترم القارئ أو المشاهد؛ فالكلمة واحدة وطرق إيصالها مختلفة؛ فلننتقِ الأرقى ما دامت كل الطرق تؤدي إلى روما.

هذه كلمة أخص بها أصحاب الرسائل الهادفة في المجتمع:

الإصلاح - إن كان هو المقصد - مطلوب، ولكن لا يكون بالصوت الصاخب وتفقُّد العثرات ونشرها على الملأ؛ فكل إنسان لديه رصيده من الثغرات، أقلها طريقة التغيير الصاخبة. وسياسة نشر الغسيل لا تحقق أي مصلحة، ولا تخدم أي هدف.

وعلى تلك المنابر - وبخاصة "الجادة" - أن تحترم مواقعها، وتفرض الانضباطية في الحوار، ولا تساهم في نشر "موضة" المناورات والتصريحات الساخنة وسياسة الاتهام باسم حرية الرأي والتعبير.

نشر في صحيفة سبق 26 محرم 1433