ولكِ دور أيضاً ..

هيا الرشيد

 
بسم الله الرحمن الرحيم

لا شك أنك تتابعين الأخبار ، وتتفاعلين مع الأحداث بعقلك ومشاعرك وأحاسيسك ، وتشعرين بالكره الشديد للدول المعتدية ، بينما تتعاطفين مع إخوانك في العراق وفلسطين ، وتتمنين من أعماق قلبك انتصار الحق على الباطل ، وتتوق نفسك إلى رؤية عجائب قدرة الله في أمريكا وبريطانيا واليهود ومن حالفهم .
ولا شك أنك أيضاً تجدين نفسك بعدد ساعات النهار والليل أحيانا تفكرين بل وتحلمين بأهل العراق وفلسطين وكيف يعيشون، وتضعين نفسك مكانهم فتشعرين برعب الصواريخ وجحيم القنابل فتتوجسين خوفا ، بل يملأ الرعب كيانك كلما تخيلت أن بلدك وبيتك وأبناءك قد يكونون الفريسة القادمة لجيوش الأعداء .
ينفطر قلبك ألماً وحسرة كلما وقعت عيناك أو التقطت أذناك خبرا عن خسائر الدول الشقيقة المحتلة ، فكم هو مؤلم سقوط الضحايا الأبرياء في المناطق السكنية، وفي الأسواق الشعبية، وقد يكون أشدها إيلاماً منظر الأطفال المصابين وهم يصرخون من شدة الألم، ومنهم من وجد في بداية الحرب بعض العناية، ولكنهم الآن يفترشون طرقات المستشفيات انتظاراً لدورهم في تلقي العلاج ؛ وذلك لكثرة الإصابات وعدم قدرة بعض القطاعات الصحية على الوفاء بحاجة الجميع .
من ناحية أخرى قد يخفف من انفعالك فرحك بأخبار مقابلة عن الخسائر في صفوف الأعداء ، وكشف وسائل الإعلام لأكاذيبهم وزيفهم .
على ضوء الأحداث الراهنة ، ومع تبدل مشاعرك بين اليأس والأمل ، والخوف والرجاء ، هل فكرت في دورك تجاه هذه الأزمة ؟ وهل سألت نفسك عما يمكنك فعله لنصرة إخوانك في كل مكان ؟؟

أسمعك تتمتمين بذلك ولكنك تتساءلين عن الطريقة المثلى التي تجعل منك عنصراً فعّالاً ونافعاً لأمتك الإسلامية ، وسوف أساعدك ببعض الخطوات التي تعينك على ذلك :
• بعد أن رأيت بأم عينك حقيقة أمريكا وبريطانيا، ولمست مدى حقد الأعداء على الأمة الإسلامية التي تنتمين إليها، عليك أن تنزعي من نفسك ذلك الإعجاب الذي ساورك في الماضي تجاه هذه الدول ، خاصة فيما يتعلق بتقليد الغربيات ، سواء في أسلوب اللباس والزينة ، أو رفع الشعارات الكاذبة حول تحرير المرأة وغيرها ، بل عليك دحض هذه الأفكار والشعارات وتفنيد مزاعم المرأة الغربية حول الحرية ، وفضح الحالة التي وصلت إليها من التردي والسقوط .
• استخدمي سلاح المقاطعة لكل ما هو أمريكي أو بريطاني أو يهودي ، فقد ثبت فعالية هذا السلاح وأثره السلبي على أعدائنا ، وإن لم تجدي إلا بديلاً أقل جودة فلا تنسي أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
• تذكري أن مفهوم المقاطعة لا يعني مقاطعة منتجات الأعداء الاستهلاكية فقط ، بل يمتد ليشمل مقاطعة أي عمل إعلامي يدعو الأمة إلى الانحلال أو المجون أو الغفلة عن قضاياها سواء كان من إنتاج الأعداء أو غيرهم .
• قد تجدين نفسك حبيسة جدران بيتك أو حجرتك ، وأخبار قتل إخوانك في كل مكان تشعرك بالحزن والضعف واليأس أحيانا ، لكن تذكري سلاحك الفتاك الذي لن يكلفك دما ولا مالا ، وهو "الدعاء" ، فعليك بالتضرع إلى الله في كل وقت والإلحاح في الدعاء أن يحفظ إخواننا في كل مكان وينصرهم ؛ فالله تعالى قادر على نصرة المسلمين ، ودحر الغزاة والمعتدين .
• بدلي أسلوب حياتك ، فالحياة كما ترينها لا تستقر على حال ، وقد تتبدل بين عشية وضحاها ، فابدئي أول خطوة في طريق كسب رضا الله سبحانه وتعالى ، ولتحل التوبة محل المعصية والطاعة مكان الغفلة .
• تذكري (اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم ) ، واجعلي الجدية والهمة العالية والاهتمام بالتفوق العلمي يحلون محل الميوعة والكسل والفتور وإضاعة الوقت في توافه الأمور .

وأخيرا لا تقللي من شأن نفسك أو عملك ؛ فأنت وغيرك من الشباب والشابات تملكون من الحماسة والقوة والهمة ما تستطيعون به تغيير حال الأمة ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .