المبذرة والولائم ..

كتبته : هناء بنت عبدالعزيز الصنيع

المبذرة والولائم ..

المبذرة إذا أقامت وليمة تتكلف أموراً مرهقة تدل على الإسراف ، فتضع من الحلويات والمشروبات والأطعمة

الأشياء الغريبة مرتفعة الثمن !

هي غالباً لاتملك ثمن هذه الأشياء التي تبذر بها من أجل التفاخر بين الناس.

إنها تقصم ظهر زوجها أو أولادها أو إخوانها بطلب مبالغ من المال تعبوا في جمعها لتبعثرها في ساعات على تفاهات ترضي غرورها !!

وقد قيل : ( حب الظهور يقصم الظهور) فتراها تبكي كطفل صغير لم يكتمل عقله من أجل وليمة تريد أن تقيمها ولم يتوفر لها المال الكافي للتبذير!!

أقول للتبذير وليس لإقامة المناسبة فهي تضع طعاماً تعلم أن الناس لن يأكلوه!..

لا لأنه غير لذيذ ولكن لأنه كثير جداً، فالمدعوات خمسون امرأة والطعام يكفي لمائة ..!!

قال الله تعالى ((وكلوا واشربوا ولا تسرفوا))..الأعراف :31

عزيزتي :

الله تعالى لم يكلفك بمثل هذه الولائم الباهظة !..

فاتقي الله ولا تسني في الولائم سنة سيئة، فما تبهرين به النساء من الأشياء الغريبة والثمينة التي ليس لها  حاجة سيفعلن مثلها فتحملين أوزارهن ..

فعملك خطير لأن إساءتك ليست عليك وحدك فهناك كثيرات سيقلدنك في التبذير ،فارحمي نفسك وارحمي المسلمات أن تكسري خواطرهن بما عندك وليس عندهن..

ربما لا تعلمين عزيزتي أن من العقوبات المعجلة للمبذرة أنها معرضة للعين والحسد والحقد عليها ..

قال ابن الجوزي رحمه الله :

( ومن البلية أن يبذر في النفقة ويباهي بها ليكمد الأعداء كأنه يتعرض بذلك لإصابته بالعين ،وينبغي التوسط في الأحوال وكتمان ما يصلح كتمانه).

المبذرة والطعام..

حين تطهو الطعام لأهل بيتها تكبدهم خسائر كثيرة لأنها لاتعرف الحكمة ولا التوفير..

تكثر من الأصناف والكميات فلا يأكله أهل المنزل ،ثم هي لاتقدمه لهم من الغد ليأكلوه بل تلقيه في المزبلة بحجة أنه طعام الأمس..!!

فكارثة كبرى أن يأكل أهل المنزل طعام الأمس الذي كان محفوظاً في الثلاجة..!!

قال الله تعالى (( كلا إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى)) العلق :6-7

نعم هنا يحدث الطغيان في حالة الاستغناء ،ووالله لو كانت محتاجة لأكلت طعام أسبوع من الثلاجة ، ولو أنها تتصدق بالطعام لهان الأمر ولكنها ترميه ثم تقول لزوجها :

هيا اشتري لنا ما نأكله ، لا يوجد خضار ، انتهت المعلبات ، ماعندنا لحم.

قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه :
( إني لأبغض أهل البيت ينفقون رزق أيام في يوم واحد )!! .