فجر الأمل .. فجر الأكل ؟!!

كتبته : فجر الأمل

 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فتحت محرِّك البحث في المشكاة وكتبت اسمي لأبحث عن مشاركاتي ..
فلمّا اخترت ( البحث الآن ) ظهرت لي رسالة إدارية تقول :
لقد حددت عضو خاطئ. إذا اتبعت رابط صحيح, الرجاء راسل الإدارة.

فتعجّبت
وأصررت أنّي ما حددت عضوًا خاطئًا ؟!

فاخترت ( البحث الآن )
فقيل لي : لقد حددت عضو خاطئ. إذا اتبعت رابط صحيح, الرجاء راسل الإدارة.

حين نظرت بعيني على الاسم الذي كتبته رأيتني كتبت ( فجر الأكل ) بدل ( فجر الأمل ) ؟!
حيث أخطأ إصبعي وضغط الكاف بدل الميم فتغيّر المعنى
حين حصل لي هذا الموقِف طرأت في بالي مواقِفَ تحصل معنا ونفعلها ربما كل يوم وربما كل لحظة !
حين نتلقّى الكلمات مِن أفواه أصحابها ثمّ نفهم بعض جزئها فَهمًا خاطئًا ، فنبني عليها أحكام
أو نُصدِر قرارات ..
أو نتصوّر آراء ..
دون أن نتثبّت أو دون أن نترَك فرصة ومساحة للطَّرف الآخَر كي يبيّن لنا .
ثمّ نُصِّرّ أننا على صواب ؟!!

أعجبني كلامًا لفضيلة الشيخ سليمان الماجِد – بارك الله فيه - حول التعامُل مع المخالِف قال فيه :
الكلام ملك لصاحبه المخالف ، وهو أولى الناس بتفسيره ، وما دام أنه حمَّال أوجه لم يجز أن نختار منها ما نشاء للحكم عليه ؛لا سيما والمرء في سعة من الحكم عليه ؛ فليس التعامل معه بالدرهم والدينار ، ولا في مصاهرته ، وإنما هو حكم أو وصف لا يحتاج إلى أن يتكلم بهما .
وأما الرد والبيان فلا يمنع منه كون الكلام محتملاً ؛ فلو خشي أحد من تأثير كلامه فلينكر ذلك مع الاحتراز له بأن يقول : إن كان المعنى المقصود كذا فهو حق وإلا فهو باطل ، ونحو ذلك .

انتهى .

إننا نظلِم بعض النَّاس كثيرًا حين نسمع عنهم قِصَّة وموقِفًا
أو حين نسمَع منهم كلامًا لم ندرِك معناه
ثمّ نسير بين النَّاس بِما علمناه وفهمناه دون عدْل ولا تقصّي ولا بيان ، وقد نوجِد شحناء في قلوبنا
وقد نشوِّه صور أناسٍ ونجني على آخرين
لأننا فقط تصوّرنا في عقولنا معنىً غير صحيح .

والله تعالى يقول { إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ }

والله المستعان .